تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعض الصحابة رضوان الله عليهم الذين اشهروا بمعرفة الكتاب وخدمته، قال الامام السيوطي:" اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة، الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير ". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7).

وبالتأكيد أن تفاوت هؤلاء الكرام في التفسير أمر طبعي، فحاجة الناس الى التفسير في السنوات التي عاش فيها الكرام العشرة لم تكن ملحة بقدر ما أصبحت بعد وفاة البعض منهم. ليعمر بعدهم ابن عباس حبر الأمة الذي انشغل فعليا بالعلم الشرعي بجميع تخصصاته، فكان ما نقل عنه أكثر من غيره؛ ومن هؤلاء الصحابة الكرام أذكر من أثر في مسيرة التفسير بنوع من التأثير وهم:

1 - عمر بن الخطاب:

الفاروق، من جُعل الحق على لسانه وقلبه " [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8) ، وكان من الكتاب [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9) ، حفل عصره باجتهادات جريئة برهنت على ثقب بصره، وحسن نفاذه الى بواطن الأمور، ليقر كبار الصحابة لاجتهاداته، ويعترفوا بفضله وعلمه.

وقد تميزت شخصية عمر الفاروق بتأليف الرجال الذين ورثوا عنه العلم، وتفرغوا من بعده للتعليم والتلقين، وعلى رأس مؤلفاته البشرية، حبر الأمة عبد الله بن عباس، الذي نهل منه ولازمه وتحمل عنه، سواء في مجالسه التي كان يعقدها، أو في رحلاته التي كان يقوم بها، يشهد بذلك قوله: " لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) اللتين قال الله تعالى لهما: (إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما) فحججت معه، فعدل وعدلت معه بالاداوة أي المطهرة فتبرز ثم جاء فسكبت على يديه من الاداوة فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين: من المرأتان من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) اللتان قال الله تعالى لهما: " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " قال: واعجبا لك يا ابن عباس! عائشة وحفصة، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه .. " [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10).

وجاء في تاريخ يعقوب بن سفيان من طريق يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: " قدم على عمر رجل فسأله عن الناس، فقال: قرأ منهم القرآن كذا وكذا، فقال ابن عباس: ماأحب أن يسأل عن آي القرآن، قال: فزبرني عمر، فانطلقت إلى منزله فقلت: ما أراني إلا قد سقطت من نفسه، فبينما أنا كذلك إذ جاءني رجل فقال: أجب، فأخذ بيدي ثم خلا بي فقال: ما كرهت مما قال الرجل؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إن كنت أسأت فأستغفر الله، قال: لتحدثني، قلت: إنهم متى تنازعوا اختلفوا، ومتى اختلفوا تقاتلوا، قال: لله أبوك لقد كنت أكتمها الناس " [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11).

- وكان تقدير عمر لابن عباس مثار إعجاب الصحابة واستغرابهم لحداثة سنه، دفع بعضهم للاستفسار: " لم يدخل هذا معنا، وإن لنا أبناء مثله! فيقول لهم عمر: إنه من علمتم، فدعاهم ذات يوم، فأدخله معهم، يقول ابن عباس: فمارأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم، فقال: ما تقولون في قوله تعالى: (إذا جاء نصرالله والفتح)؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم، فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: هو أجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعلمه له، قال: إذا جاء نصر الله والفتح. فذلك علامة أجلك (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) فقال عمر: لا أعلم منها إلا ما تقول. [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12).

إنها إشارات في نصوص تبين الأثر الذي خلفه عمر الفاروق في حبر الأمة، وتبين قدره في فهم كتاب الله.

وقد قام الباحث ابراهيم بن حسن منذ سنة 1983م، بجمع تفسير عمر الفاروق والتعليق عليه، وصدرت طبعته الأولى عن الدار العربية للكتاب. وهو بحث تقدم به صاحبه لنيل شهادة علمية تحت إشراف الدكتور علي الشابي.

2 - أبي بن كعب:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير