ونحن كمؤمنين ندرك أن الحكمة الحقيقية من خلقنا هي الابتلاء والامتحان، وأن أدوات الامتحان هي كل ما في هذه الدنيا، ومدة الامتحان هي حياتنا على الأرض، ومكان الامتحان هو الأرض دار الزوال، فإذا انتهى زمن الامتحان أخذت منا أدوات الامتحان، وأخرجنا من قاعة الامتحان، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) [الملك:2].
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Aug 2010, 02:06 ص]ـ
شكر الله لك أخي د/أبا السعد، فيما يخص الفقرة* أ وج * فهي فعلا مكرورة، وينبغي حذفها، وسأعمل على هذا، فأثناء إعادة ترتيب البحث واختصاره لإرساله حصل هذا،
أما ملاحظتكم حول كلمة:" حكم لا ندريها " فقد أتبعتها أخي بكلمة:" وإن وصلنا إلى إدراك كنه بعضها. ولعل من هذا البعض، تحقيق الايمان بالله الخالق، ومعرفة عظمته وقدرته ".
فعقولنا أخي الكريم قاصرة لأن تصل الى معرفة الحكم الربانية من فعل شيء ما، فكم بحث الباحثون عن الحكمة من تحريم لحم الخنزير، بل سألوا فقالوا: ما الحكمة من خلقه؟.فاجتهدوا ونقبوا وقالوا الكثير، حتى قالوا: إن الحكمة من خلقه تتمثل في حمله لفيروسات، لتربية خلقه، وفي التحريم: هي معرفة من يتبع ومن لا يتبع. [الملك:2].
الأخ الفاضل دكتور أحمد
أولا: أود أن أقول أنا لست دكتورا، ومع هذا مشكور على ال"د" لأنها أحيانا لها بريق "لمعان".
ثانيا: أشكرك على تفاعلك مع ملاحظة أخيك أبي سعد، وحقيقة تستهويني كثيرا مثل هذه المواضيع لأنها ذات علاقة بأسئلة تثور في النفس البشرية في كثير من الأوقات.
بخصوص هذا الموضوع القاعدة العامة:
أن من أسماء الله تعالى الحكيم وأنه لا يفعل العبث ولا الباطل:
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)) الأنبياء
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) ص (27)
ولا شك أن لله حكمة في كل حركة وسكون في هذا الكون،وحكمة في كل تشريع وحلال وحرام.
ولكن إذا أطلعنا الحق تبارك وتعالى على الحكمة من إيجاد شيء ما أو تحريم شيء ما هل يصح بعد ذلك أن نسأل أو نبحث عن حكمة وراء ذلك غير الذي أخبرنا به الحق تبارك وتعالى؟
أقصد من هذا أن عقولنا لن تصل إلى شيء فنحن محصورون فيما أطلعنا الله عليه أو فيما اهتدت إليه عقولنا فيما لم يطلعنا الله عليه وهذا الأخير يغلب عليه الظن وليس القطع.
والله أعلم