تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فبدون معرفة اللغة العربية وموضوعاتها، يحجب تفسير شيء من كلام الله، بل لا يجوز البتة كما روي عن التابعي مجاهد بن جبر رحمه الله، حيث قال:" لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالما بلغات العرب " [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9).

بل إن التقصير فقط في المعرفة باللغة قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، كما جرى للباطنية الذين غالوا في تفاسيرهم حتى اعتبرت مذمومة. قال الشاطبي:" فالذين أخذوا (تفسير القرآن) على التفريط قصروا في فهم اللسان الذي جاء به وهو العربية، فما قاموا في تفهم معانيه، ولا قعدوا كما تقدم عن الباطنية وغيرها". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)

ومعرفة اللغة لا تتم إلا بالاطلاع على علومها؛ من علم النحو والبلاغة بأنواعها، وعلم التصريف والاشتقاق، وكذا الاطلاع الجيد على شعر العرب وأدبهم". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)

ولقد وجد الأصوليون أن لعلاقة اللفظ بالمعنى عدة اعتبارات، فنظموا بحوثهم اللفظية على أساسها، فكانت أربعة تقسيمات درجوا عليها جميعا وهي كالتالي: [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)

- باعتبار وضع اللفظ للمعنى، ويشمل هذا القسم: العام والخاص، الأمر والنهي، المطلق والمقيد، والمشترك والمؤول ...

-باعتبار دلالة اللفظ على المعنى، ويدرس هذا القسم: عبارة النص، إشارة النص، دلالة النص، اقتضاء النص (عند الحنفية) المنطوق والمفهوم، مفهوم المخالفة (عند الشافعية).

-في ظهور المعنى وخفائه ويهتم هذا القسم ب: ظهور المعنى الظاهر، النص والمفسر والمحكم .. ، وخفاء المعنى: الخفي، والمشكل والمجمل والمتشابه. ويهتم كذلك بالبيان وأنواعه.

-استعمال اللفظ في المعنى، ويتناول الحقيقة والمجاز، والصريح والكناية، وحروف المعاني.

هذه بإذن نظرة موجزة عن الأصول اللغوية التي تندرج في القسم الأول من أصول التفسير، وهي قواعد كلية يُتوصل بها إلى فهم مراد الله، وهي ذاتها التي يستعملها الأصوليون في استنباط الأحكام.

ب- الأصول النقلية: وقد حددها الدكتور محسن عبد الحميد في ثلاثة: القرآن، والسنة، وتفسير الصحابة.

*القرآن الكريم: وهو من الأصول النقلية الأولى التي يُعتمد عليها في التفسير، بحيث إن تفسير القرآن بالقرآن يقتضي ضرورة النظر فيه أولا، والتعامل معه قبل أي مرحلة أخرى، ليتم فهم مراد الله كما جاء عن الله. هذا ما يسمى بتفسير القرآن بالقرآن. ومن ذلك:

-شرح ما جاء موجزا بما جاء مفصلا.

-حمل المجمل على المبين ..

-حمل المطلق على المقيد.

- حمل العام على الخاص.

-جمع ما يتوهم أنه مختلف.

-حمل بعض القراءات على غيرها (سواء اختلفت معها في اللفظ واتفقت في المعنى) او اختلفت معها بالزيادة والنقصان).

-معرفة الآيات الناسخة والمنسوخة.

- تفسير إشكال معين والبحث في القرآن عن إيجاد جواب له.

- تفسير آية في موضوع معين (وهذا يتطلب جمع الآيات التي تشترك معها في الموضوع للوصول إلى الرأي الصحيح). [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)

وهكذا يتبين لنا أن القرآن وحدة متكاملة ومترابطة، بعضه يتمم البعض الآخر، وأنه لابد لطالب تفسيره أن يُعنى ويخوض في أسراره أولا، ثم ينطلق إلى ما وراء ذلك ثانيا.

*- السنة النبوية: تعتبر السنة النبوية الصحيحة الأصل النقلي الثاني من أصول التفسير، حيث يقول الدكتور محسن عبد الحميد:" ومن المعلوم بالضرورة عند محققي علماء الأمة من المفسرين والمحدثين والفقهاء والمتكلمين أن السنة تفسر القرآن". [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14) فهي كما يقول الشاطبي: " تفصيل مجمله وبيان مختصره". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)

وحجيتها مستفادة من الكتاب والسنة وآثار السلف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير