وفعلاً حشدوا مايقارب من ثلاثة آلاف مصحح وأظنهم انكمشوا الآن إلى خمسمائة مصحح وربما أقل ولكن في البداية كان أكثر من ثلاثة آلاف مصحح في الميدان يقومون بالمراجعة ومع ذلك ما استطاعوا أن يعوضوا ذلك البرنامج الذي طلبته وإنما سددوا وقاربوا ظهر أثر هذا الحشد الكبير في قلة النسخ التالفة وأما الآن فكل هذا قد تلاشى للأسف لا يوجد، ولا حتى خمسمائة مراجع، المكائن تدفع بكميات هائلة مطبوعة والمراجعة ضئيلة وهذا يفقد الثقة في هذه النسخة المطبوعة.
وهنا نقطة أحب أن أنبه لها وهي أن الذي تجري طباعته الآن ليست النسخة التي تمت مراجعتها على يد تلك اللجنة العلمية التي أشرت إليها، وإنما هي نسخة جديدة كتبت بخط جديد ولجنة جديدة غير لجنتنا، هي التي تتولى المراجعة فلا أتحدث أنا عن هذا ولكن أتحدث عن نسختنا التي راجعتها تلك اللجنة من العلماء والأئمة الأعلام، ثم بعد ذلك ألغيت بجرت قلم من إداري هو نفسه لا يفقه في طباعة المصاحف شيئاً.
12 - شبكة تفسير: كم استمرت فترة المراجعة من حين ما جاءكم المصحف الأول إلى أن وافقتم عليه؟
د/ عبد العزيز القارئ: المراجعة انقسمت إلى قسمين مراجعة الأصل وهذه كانت هي المراجعة الأساسية، ثم مراجعة التجارب لما بدؤا يطبعون هذا الأصل، اشترطنا أن نطلع على التجارب حتى يستوي العمل ونطمئن إلى أنه يسير على الوجه المطلوب وكلتا المرحلتين استغرقتا أكثر من سنة، بعد سنة وشهرين تم إنتاج أول نسخة مصححة.
13 - شبكة تفسير: هل تذكرون التاريخ؟
د / عبد العزيز القارئ: نحن بدأنا في أوال سنة 1405 هـ تقريباً.
14 - شبكة تفسير: شيخنا ما رأيكم في بعض الدول الآن تريد إعادة طباعة المصحف الشريف مرة أخرى؟
د / عبد العزيز القارئ: هنا أفضي لك بسر وهو على أهميته هو سر لم نعلنه وهو أن الخطط التي وضعناها كنا نطمع من ورائها أن يصبح مصحف المدينة النبوية هو المصحف المتداول على مستوى العالم الإسلامي على الأقل أو ربما العالم كله.
وكنت اقترحت أن نوحد الشكل واللون والخط ولجأنا في هذا الصدد إلى عدم الإسراف في الألوان وفي الزخارف لأسباب كثيرة تتعلق بالنظر في المصحف، يجب أن لا ينشغل الناظر في المصحف بهذه الأشكال والألوان والزخارف التي تحفل بها المصاحف المطبوعة وإنما يركز النظر على النص حتى الخط الذي كتبه عثمان طه الذي كتب النسخة الأولى التي اعتمدت وهي نسخة كتبها عثمان طه قبلنا للرئيس السوري حافظ الأسد وهو عثمان طه نفسه كان عسكرياً جندياً عند حافظ الأسد وهذا تاريخ النسخة أول ما كتبت للرئيس حافظ الأسد فَطَبَعَ منها نسخة جوامعية كبيرة ووضع صورته على أول صفحة وكانت هذه النسخة عندي ثم أخذها مني الشيخ إبراهيم الأخضر وما أعادها مع أنه ليس مالكياً المالكية هم الذين يستبيحون اغتصاب الكتب فهي عنده إلى اليوم.
فخطه عثمان طه في عرف الخطاطين لاقيمة له خالف قواعدهم وفنهم ولكن يتميز بالوضوح يعني خط مدرسي وهذا أيضاً ساعد على فكرتنا وهي تيسير نسخة للعالم الإسلامي لا تكون معقدة ومتشابكة في خطها أو في زخارفها أو في ألوانها وكنا نطمع في تعميم هذه النسخة وخاصة إذا نجحنا في جعلها أصح نسخة في العالم الإسلامي ولكن القواعد التي وضعناها لتحقيق هذا الهدف أخلوا بها فغيروا الألوان وغيروا الزخارف ودخلوا فيما دخل فيه غيرهم، وبدأت النسخة تفقد كثيراً من خصائصها ولكن مع ذلك بقيت أصح نسخة مطبوعة في العالم الإسلامي.
ثم هذا كله ألغي من أوله إلى آخره وطبعاً الآن النسخة الموجودة لا تستحق أن تعمم على العالم الإسلامي إطلاقاً هي كغيرها من المصاحف وبقي التنافس في العالم الإسلامي بل في العالم كله على طباعة المصحف لا أحد يستطيع أن يوقف هذا التنافس كل يبذل جهده في طباعة المصحف ويدلي بدلوه من يستطيع أن يمنع هذا لا أحد يستطيع ولا يستحب محاولة ذلك.
15 - شبكة تفسير: هل كنتم تنوون في المجمع أن تطبعوا المصحف على أكثر من رواية أو فقط رواية حفص؟
د / عبد العزيز القارئ: لا كان في البال الروايات، لأن العالم الإسلامي ليس موحداً حول رواية حفص في كثير من مناطق أفريقيا وشمال أفريقيا لا يقرؤون برواية حفص.
¥