تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د / عبد العزيز القارئ: لا طبعاً كانت هناك اجتماعات دورية خاصة إذا كانت هناك مسائل تحتاج إلى نقاش، وأتذكر جلسة استمرت أكثر من ساعتين لمناقشة مسألة في الوقوف وهي (كلا) في القرآن الكريم على حسب اختلاف مواقعها من الآيات ماذا نضع عليها من علامات الوقوف وطبعاً هذا ينبني على المعنى من جهة والتفسير وعلى الإعراب من جهة أخرى.

فطلبت من الشيخ الدكتور عبد العظيم الشناوي أن يكتب لنا بحثاً عن هذا الموضوع، وبعد أسبوع جاءنا ببحث من أنفس ماقرأنا في هذا الموضوع، ووزع على أعضاء اللجنة ثم اجتمعوا لمناقشته وإقراره، وقد تم إقراره ونفذ في المصحف.

وكثير من المناقشات التي كانت تجري لاجتماعات اللجنة تمنيت لو أنني سجلتها لمستواها العلمي الرفيع لمناقشة المسائل سواء في القراءات أحياناً وفي التفسير أحياناً وفي الرسم والضبط وفي الوقوف.

النقاش الذي جرى حول الوقف في قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ) أن سائر المصاحف تثبت هنا علامة الوقف اللازم " م " وجرى نقاش نفيس حول هذا الموضوع، وقرر أعضاء اللجنة بالإجماع بعد ذلك على أنه لا يصح هذا الرمز ليس هذا وقفاً لازماً واستعضنا عن الميم كما أذكر برمز " قلي " يعني يجوز الوقف ويجوز الوصل والوقف أولى وهذا كان من الأشياء القليلة التي انفرد بها مصحف المدينة النبوية.

11 - شبكة تفسير: هل هناك عقبات واجهتكم في كتابة المصحف غير الملحوظات العلمية؟

د / عبد العزيز القارئ: نعم أبرز عقبة واجهتنا أن المطبعة لم تكن مناسبة لطباعة مصحف لا المكائن ولا من يدير المكائن ولا الشركة التي تملك تلك المطبعة فإنهم قوم لأول مرة يطبعون مصحفاً.

ومن طرائف ماحصل ويدل على هذا الجهل بهذا الشأن، أنهم أتوني بالنسخ الأولى التجارب الأولى لصفحة الفاتحة وفيها صور غزلان وطيور في الإطار الذي حول الفاتحة، وقلت لمدير المطبعة وكان من أقرباء رفيق الحريري قلت له ألا تفرق بين طباعة ألف ليلة وليلة وبين طباعة المصحف، فلم يفهم، قلت له: وضع هذه الصور في المصحف فضيحة كبرى ماكان عندهم أي خبرة وهذا أتعبنا كثيراً عند طباعة التجارب وحتى أتذكر أن بعض التجارب أعيدت عشرات المرات وكنت أصر على إتلاف الملزمة كلها وإحراقها تحت نظري أقف في المحرقة حتى يتم إحراقها خشية من أن تتسرب في بعض النسخ.

وتم إتلاف آلاف النسخ حتى الكاملة حتى بعد اكتمال النسخة المصحف تتم المراجعة فنكتشف بعض الأخطاء الطباعية مثل التطبيش في الحبر تقديم ورقة على أخرى، وأحياناً نقطة تقع على حرف مهمل فتفسده، لأن المكائن التي كانوا يستخدمونها لطباعة المصحف ويسمونها رولد مكائن ضخمة هائلة تطبع في خلال الساعة الواحدة آلاف النسخ ولاتصلح لطباعة مصحف إطلاقاً وهذا كنت كتبته في تقرير من واقع التجربة الميدانية ورفعته إلى الملك نفسه الملك فهد أن هذه المكائن كان خطأ جسيماً تخصيصها لطباعة مصحف فإن طباعة المصحف مثل تنظيم عقد من الجواهر حبة حبة وهذه المكائن لانستطيع أن نلاحقها لأنها في الساعة الواحدة تقذف آلاف النسخ وكنت طلبت إلغائها.

وكان هذا الطلب فاجعة عليهم طبعاً هم عندما اشتروا هذه المكائن لم ينظروا إلى هذه الاعتبارات لأن للذي اشتراها ولا الوسيط ولا غيرهم سبق لهم أن طبعوا مصحفاً فطلبت إلغائها أو إيجاد حل لهذه الأخطاء التي تقع بسبب المكينة واقترحت إدخال برنامج كمبيوتر كان في ذلك الوقت يستخدم في وزارة الدفاع، فذعروا وقال لي الوزير أنت تحلم هذا لا يمكن أن تسمح لك وزارة الدفاع استخدامه. ممكن أن يكتشف أي خطأ لو كان نقطةً أصغر من رأس الدبوس فقلت له: إذن تخترع برنامجاً بشرياً يقوم بنفس المهمة ووضعت له قاعدة وكانت نتيجة هذه القاعدة أنه يحتاج إلى تجنيد ستة آلاف مصحح ينزلون إلى الميدان دفعة واحدة لأن المكينة تدفع بآلاف النسخ في ساعات قليلة ـ من يراجع هذه النسخ؟! ـ واضطروا إلى تحقيق هذا الطلب الأخير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير