تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تفاوت في الإقلال أو الإكثار من هذا المصدر أو ذاك.

هذه أبرز المسائل المتعلقة بالمدارس التفسيرية, والتي برزت من خلال استدراكات السلف في التفسير, وهي في مجملها -في الاستدراكات المدروسة وغيرها- لا تحتوي أيَّ إشارةٍ تَدُلُّ على وجود هذه المدارس في عصر السلف, بحسب المعنى اللغوي المتعارف عليه لهذه الكلمة.

فإذا انضاف إلى هذه المسائل:

- عدمُ وجودِ تعريفٍ واضحٍ لهذا المصطلح عند من استعمله.

- وعدمُ الاتفاقِ على تقسيمٍ واحدٍ مستوعِبٍ لهذه المدارس.

- وعدمُ صحةِ نسبةِ عددٍ من أعلام مفسري التابعين إلى هذه المدارس؛ لا بحسب الشيوخ, ولا بحسب الأمصار.

- وعدمُ شمولِ هذا المصطلح ليستوعبَ كُلَّ من له مشاركة في علم التفسير من أعلام التابعين.

- وحيث إن كلمة «مدرسة» في عُرف الاستعمال تتضَمَّن نوعاً من الاختلاف أكبرُ وأعمقُ من الاختلاف الموجود بين السلف في علم التفسير, وفي غيره من العلوم = اقتضى ذلك كُلُّه إعادةَ النظرِ في هذا الاصطلاح؛ وتجاوزه إلى التعبير بما هو أصَحُّ وأدقُّ في الدلالة على المُراد منه؛ سواءً في بيان أئمة المفسرين من الصحابة ومن لهم جمهرةٌ من الطلاب اختَصُّوا بهذا العلم, أو بيان أشهر الأمصار التي تميزت ببثِّ علم التفسير بصورة واضحة.

ومِمَّا يَصِحُّ أن يُعَبَّر به في هذا المقام, قول ابن تيمية (ت:728) رحمه الله: (وأما التفسير فإن أعلمُ الناس به أهلَ مكةَ؛ لأنهم أصحاب ابن عباس, كمجاهد, وعطاء بن أبى رباح, وعكرمة مولى ابن عباس, وغيرهم من أصحاب ابن عباس, كطاووس, وأبي الشعثاء, وسعيد بن جبير, وأمثالهم, وكذلك أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود, ومن ذلك ما تميزوا به على غيرهم, وعلماء أهل المدينة في التفسير, مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه مالك التفسير, وأخذه عنه أيضاً ابنه عبد الرحمن, وأخذه عن عبد الرحمن عبد الله بن وهب) ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn13)).

- - - - - - -

([1]) ينظر: تهذيب اللغة 12/ 250, والقاموس المحيط (ص:490).

([2]) المعجم الوسيط (ص:280) , وأشار الدكتور إبراهيم السامرائي إلى أن استعمال لفظة «المدرسة» بهذا المعنى إنَّما جاء تقليداً للاستعمال الغربي لَهَا؛ والذي يريدون به ما يُقابِل كلمة «مذاهب» في الاستعمال العربي. ينظر: المدارس النحوية (ص:139 - 141) , ومقال: الدرس النحوي في بغداد أم مدرسة بغداد النحوية, للدكتور محمد قاسم, مجلة التراث العربي, عدد:64, 1417, و مقالاتٌ في علوم القرآن وأصول التفسير, للدكتور مساعد الطيار (ص:295).

([3]) من أوائل من استعمل هذا المصطلح في تأريخه لعلم التفسير: الدكتور محمد حسين الذهبي, في كتابه التفسير والمفسرون 1/ 110, وتبعهُ عليه عددٌ من الباحثين. ينظر: عبد الله بن عباس ومدرسته في التفسير, لعبد الله محمد سلقيني, ومناهج المفسرين- التفسير في عصر الصحابة, لمصطفى مسلم (ص:45) , وفي علوم القرآن, لأحمد حسن فرحات (ص:242) , وتفسير التابعين, لمحمد الخضيري 1/ 365, والمدرسةُ القرآنيةُ في المغرب, لعبد السلام الكنُّوني, ومدرسة التفسير في الأندلس, لمصطفى المشيني, ومنهج المدرسة الأندلسية في التفسير, لفهد الرومي, ومدرسة الكوفة في تفسير القرآن العظيم, لمحمد حسين الصغير, مجلة المورد العراقية, مجلد 17/ عدد 4, 1988م.

([4]) لم أجد تحديداً لمصطلح «مدارس التفسير» عند أحدٍ ممَّن استعمله, وقد أشار إلى ذلك صاحب تفسير التابعين 1/ 369, ثم لم يُبيِّن أيضاً مراده به!.

([5]) ينظر: التفسير والمفسرون 1/ 110. وقَسَّم بعضهم مدارس التفسير- باعتبار مصدر التفسير- إلى: مدرسة التفسير بالأثر, ومدرسة التفسير بالرأي. ينظر: أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي (ص:63) , وتفسير التابعين 2/ 1169. والتقسيم بحسب الأمصار هو الأشهر.

([6]) ينظر: التفسير والمفسرون 1/ 110. ووسَّعها بعضُهم وزاد: مدرسة التفسير في البصرة, والشام, واليمن, ومصر. ينظر: تفسير التابعين 1/ 525. كما قابل بعضُهم بين مدرسة المغاربة والأندلسيين, ومدرسة المشارقة في التفسير. ينظر: المدرسةُ القرآنيةُ في المغرب (ص:120, 293) , ومنهج المدرسة الأندلسية في التفسير (ص:8).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير