-وقال آخرون:" كل هذه الألفاظ عربية صرفة، ولكن لغة العرب متسعة جدا، ولا يبعد أن يخفى على الأكابر الجلائل، وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح .. [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)، وقال الشافعي:" لا يحيط باللغة إلا نبي". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
- وقال ابو المعالي عزيري بن عبد الملك:" إنما وجدت هذه الألفاظ في لغة العرب، لأنها أوسع اللغات وأكثرها ألفاظا ويجوز أن يكونوا سبقوا الى هذه الألفاظ. [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9)
وقد ثبت أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مبعوث الى كافة الخلق، قال تعالى: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ". ابراهيم/4.
ب-القائلون بوقوع المعرب في القرآن:
اهتم المجيزون بالرد أولا على أدلة المانعين، ومنه استشهادهم بقوله تعالى: " قرآنا عربيا " يوسف/2، فقالوا: بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربيا فالقصيدة الفارسية لا تخرج عنها بلفظة فيها عربية، وأجابوا عن قوله تعالى:" آعجمي وعربي" (فصلت/44) بأن المعنى من السياق: آعجمي ومخاطب عربي.
واستدلوا باتفاق النحاة على أن منع صرف نحو ابراهيم للعلمية والعجمة، ورد هذا الاستدلال بأن الأعلام ليست محل خلاف، فالكلام في غيرها موجه بأنه إذا اتفق على وقوع الأعلام فلا مانع من وقوع الأجناس ". لكن الزركشي يقول: وحكى ابن فارس عن أبي عبيد القاسم بن سلام أنه حكى الخلاف في ذلك، ونسب القول بوقوعه الى الفقهاء، والمنع الى أهل العربية. ثم قال أبو عبيد: والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعا، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، إلا أنها سقطت الى العرب فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم الى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال أعجمية فصادق، قال: وإنما فسر هذا لئلا يقدم أحد على الفقهاء فينسبهم الى الجهل ويتوهم عليهم أنهم أقدموا على كتاب الله بغير ما أراده الله عز وجل، فهم كانوا أعلم بالتأويل وأشد تعظيما للقرآن.". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)
وقال ابن فارس: " وليس كل من خالف قائلا في مقالته ينسبه الى الجهل، فقد اختلف الصدر الأول في تأويل آي القرآن ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)
وأما السيوطي فيختار رأيا مشابها لهذا الرأي في هذا المقام ويقول: " وأقوى ما رأيته للوقوع وهو اختياري ما أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن ابي ميسرة التابعي الجليل قال: " في القرآن من كل لسان ".وروى مثله عن سعيد بن جبير ووهب بن منبه. [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12)
فهذا إشارة الى أن حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن أنه حوى علوم الأولين والآخرين ونبأ كل شيء، فلا بد أن تقع فيه الاشارة الى أنواع اللغات والألسن ليتم إحاطته بكل شيء، فاختير له من كل لغة أعذبها وأخفها وأكثرها استعمالا للعرب.
ويضيف قائلا: ثم رأيت ابن النقيب صرح بذلك، فقال: " من خصائص القرآن على سائر كتب الله تعالى المنزلة أنها نزلت بلغة القوم الذين أنزلت عليهم، ولم ينزل فيها شيء بلغة غيرهم، والقرآن احتوى على جميع لغات العرب، وأنزل فيه بلغات غيرهم من الروم والفرس والحبشة شيء كثير ". [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13)
وأيضا فالنبي صلى الله عليه وسلم مرسل الى كل أمة، وقد قال تعالى: " وماأرسلنا من رسول إلا بلسان قومه .. "ابراهيم/4. فلا بد وأن يكون في الكتاب المبعوث بد من لسان كل قوم، وإن كان أصله بلغة قومه هو ..
¥