تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· ومنهم من قال وهو قول القرطبي ومن وافقه: أن أرجى آية في كلام الله قول الله جل وعلا في سورة الأنعام: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْيَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (82).

· وقال آخرون: إن أرجى آية في القرآن قول الله جل وعلا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) (الزمر:53)، وهذا القول ينسب إلى ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما -.

· وقال آخرون ورجحه أو مال إليه شيخنا الشنقيطي – رحمه الله -: أن أرجى آية في كلام الله قول الله تبارك وتعالى في سورة فاطر: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبير * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا) (فاطر:32) فقالوا إن " واو الجماعة " في قول الله جل وعلا: (يَدْخُلُونَهَا) يشمل الطوائف الثلاثة كلها، الظالم لنفسه، والمقتصد، والسابق بالخيرات، ولهذا قال بعض العلماء: (إن هذه الواو في قوله سبحانه: (يَدْخُلُونَهَا) حق أن تكتب بماء العينين، لا تكتب بمداد الحبر)، فالعلم عند الله.

(تأملات في سورة الحشر)

كيف أعلم أن هذه الدمعة التي تخرج من عيني أنها بتأثير القرآن لا بغيره؟

هذا يختلف، ولا نستطيع أن نحكم أو نجزم، لكن من الفوارق في هذا والإنسان أصلا مخلصا لله لكن إذا قُدر لك أن تقرأ القرآن لوحدك، يعني في مكان خالي، وبين يدي الله تتلوا آيات غلبت عليك دمعة ولم يكن هناك أحد يشاهدك فيرجى أن يكون هذا لله، ونقول يرجى ولامرارا وقدر لك أن تناله سيكون بالنسب لك معينا في أن يبعد عنك وساوس الشيطان ونزغاته، لكن لا يعني في ذلك فيصلا في القضية، لأنه لا يمكن أن يعلم الإنسان أن عمله تقبل أو لم يتقبل إلا إذا لقي الله، فلا راح للمؤمن حتى يلقى الله، والله يقول: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ *وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ *إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ) (العاديات:9/ 11)، وقال في الطارق: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (9)، والمقصود من هذا أن الإنسان يوطن نفسه على أن يقف بين يدي الله في سفره أو في حضره أو في بيته، يكون له خلوات يتلوا فيها القرآن، ويحاول أن يرقق قلبه ويتلوا آيات يغلب على الظن أنها تحرك الأفئدة، وتقشعر منها الجلود، وتذرف منها العين لعل الله جل وعلا أن يمن عليه بالقرب منه، والله هو التواب الرحيم.

(تأملات في سورة الحشر)

هل لك أن تدلنا شيخنا على آيات من كتاب الله عز وجل كلما ازددت تدبرا فيها زاد لدي التقوى؟.

القرآن كله عظيم، لكن أعظم ما وصف الله جل وعلا به نفسه، أو بتعبير آخر حديث الله عن الله، آية الكرسي، قول الله في الأعراف: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " (54) قراءة سورة الحديد، خواتيم سورة الحشر، قول الله في الشعراء حكاية عن إبراهيم: (قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) (75/ 77) إلى آخر الآيات إلى قوله جل ذكره: (لَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ {87} يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ {88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {89})، وقول الله عن امرأة عمران: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) (آل عمران:35)، وقول الله جل وعلا – حكاية عن مريم -: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (آل عمران:47) هذه وأمثالها آيات تزلزل الجبال فضلا عن قلوب العباد.

(تأملات في سورة الحشر)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير