تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هو لو كُلُّ أحداً منّا معشر الكبار سنّاً حاول أن يسند بعض تصرفاتهِ للقرآن –الحميدة- يجعل ذلك الناشئة يحبون القرآن، فالله يقول (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [سورة النساء/28] فلو أن معلماً خفف عن طلابهِ بعض الأمور بحجة هذه الآية، من غير أن يكون هناك خلل في العملية التعليمية.

قد يسألُك ابنك أغلظ عليك فلان ولم ترد عليه؟ فتقول لهُ: قال الله يا بُني (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [سورة البقرة/83] هذا يجعلُ الابن يرتبطُ كثيراً بالقرآن، واضرابها كثير في القرآن، تجعل الناس مُقبلين على كلام ربهم تبارك وتعالى.

مع أنهُ يعني أحياناً يكون في التلاوة يعني لابُد الرجل ذات يوماً يختار في بيته أن يتعمّد أن يُصلي ليلاً في غرفة أبناءه، فإن الابن ربما وقع في نفسهِ أول الأمر انزعاج منك كوالد لأنهُ يريد أن ينام، يُريد للنور أن يُطفأ، دع النور يُطفأ لكن يريد أن لا يسمع، لكن ثق تماماً أنهُ إذا اعتاد على أن يراك على هذا الحال مرة أو مرتين، ثمًّ لو قُدر أنهُ قُبض أجلك فإن يبقى في قلب أبنك ذكرى حميدة، إن عهدي بأبي كان يصلي، وإذا قُدر لك أن تبقى -منّ الله عليك بطول العمر- سترى أثر هذا في الابن، كثير من اللحظات يعيشها المرء الآن هي مرتبطة بكثير في صباه، أنا أذكر والله كان عندي جَدّة -غفر الله لها ورحمها- كُنت أنام معها في المرحلة الابتدائية، وكُف بصرها في آخر عمرها، وكانت لا توقظني تأدُباً إلى مكان وضوئها، إلا إذا ضلت تُنادي، وأنا من طرائق كثيرة أثرت في حياتي لكن منها تذكري لها وهي تصلي في الليل، أيامها لم أُناهز الحُلم صغيراً في المرحلة الابتدائية، ثالثة رابعة ابتدائي، أو بعدها بقليل أو قبلها، حتى لو قدر أن صلينا نُصلي تقليداً، طبيعي بدهيٌ جداً، يعني لا نطلب من الصغار ما يُرجى من الكبار، هذه تنشئة، قيل للإمام أحمد – رحمه الله -: أطلبت هذا العلم لله؟ قال: الله عزيز، لا أقول أني طلبتهُ لله، لكنهُ شيءٌ حُبب إليّ فسلكته، فكذلك تربية الناشئة في الأول إنما هو وطاء فرق تمهيد لهم حتى يصلوا إلى الغايةِ المنشودة.

لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)

شيخنا يعني قضية مهمة ذكرتها ودنا نتكلم أو نسهب في هذا الأمر قضية أهمية حفظ كتاب الله، أهمية كتاب الله، يعني كثير من الناس لربما يجد فيه غفلة في هذا الأمر، نجد المهندسين، نجد الأطباء، الجراحين، المبدعين، عندما تسأل في سيرهم تجده أنه كان حافظاً لكتاب الله، فنتكلم عن هذه المسألة يا شيخ.

نعم، هذا أمراٌ أن يُرزق الإنسان في قلبه كلام رب العزة هذا نور، لأن الله جلّ وعلا سمى كتابهُ نور، وقال عنهُ (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ? وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة هود/120] فلا يمكن أن يستوي عند الله توفيقاً عبداٌُ في قلبهِ كلامهُ يحفظه ويحملهُ في صدره والله يقول (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [سورة العنكبوت/49]، وبين عبداً ليس في قلبه من القرآن شيء، قد سماهُ النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت الخرب، لكن ينبغي أن يُعلم أن الناس في القُدرة على الحفظ يختلفون وبعض الناس أعمالهُ وظيفتهُ حياتهُ كدّهُ في طلب العيش قد يكون صعبٌ جداً، فلا يتأتى لهُ حفظ القرآن، فنقول لهُ على الأقل ما تقيم بهِ صلاتك، ولا نزدريه لكن نرغبهُ في أن يحفظ القرآن، لكن المهم جداً العمل بالآيات، والشوق لسماع القرآن، والحمد لله الآن ما يُعرف بالكاست وغيره يعني قرب بأصوات متقنين قراء حفاظ علماء أجلاء في الحرمين وفي غيرهما قرب القرآن كثيراً إلى بيوت المسلمين.

لقاء قناة نور دبي (ملتقى النور)

طيب شيخ نتكلم عن بركة حفظ كتاب الله.

البركة ناجمة من القرآن نفسه، لأن الله سماه الله كتاب مبارك، فبركتهُ في أن الإنسان يوفق للصواب، في أن الإنسان يُرزق ماذا يقول إذا ارتُج عليه؟ يهديه الله بهِ أحياناً مفترق طرق فيتذكر آية تكون هي الفيصل، لأن القرآن هُدى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير