تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يا شيخ قال تعالى مخبرا عن يوسف والنسوة: (وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) (يوسف:31) فمن هول المشهد قطعن أيديهن، ويقول الله تعالى في آية كريمة (لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبا) (الكهف:18) والمعروف عندنا أن الرعب إذا تملك من الإنسان لم يستطيع أن يفعل شيئا لا فرار ولا غيره، فلماذا في سورة يوسف لم يستطعن وهنا في الآية الكريمة قدم الفرار على الرعب؟.

المواقف قسمان:

مواقف جلال. ومواقف جمال.ولهذا الله جل وعلا يوصف بأن له كمال الجلال وكمال الجمال، فكمال الجمال: يحدث في القلوب تأثيرا يصيب الدهشة، وتأثير الجلال: يحدث تأثيرا في القلوب يصيب بالرعب،فهؤلاء النسوة الموقف الذي رأينه كان موقف جمال لا موقف جلال،وإنما أكبرن جماله فلهذا دهشن، وانشغلن برؤيته عن ما في أيديهن، ولهذا قال الله: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) فقوله (إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) (يوسف:31) قرينة على أن الموقف موقف جمال.

أما في سورة الكهف فإن الموقف موقف جلال رعب، طبعا كثير من الناس يتساءلون كيف المفروض أولا يصيبهم الرعب ثم يصيبهم الفرار؟ كأن الموقف من شدته أحدث في نفوسهم انصرافاً، قبل أن يتملكهم الرعب، أي حتى الرعب لم يعد بعد يخالط قلوبهم إلا واتخذوا قرار الفرار من هول ما رأوا، هذا أفضل ما قيل والعلم عند الله.

(وقفات مع سورة التحريم)

ودي أسأل الشيخ ما هو رأيه في قول من يقول أن القرآن ليس معجزا بذاته وإنما هو معجز بأمر خارجي ويقول أن العرب قادرون على أن يأتوا بقرآن لكن الله صرفهم عنه، وهل قال بهذا القول أحد من أهل العلم؟.

هذا القول ينسب إلى إبراهيم النظام أحد أئمة المعتزلة قال: (بأن العرب قادرين بأن يأتوا بمثل هذا القرآن لكن إعجازه في أنه الله جل وعلا صرفهم عن أن يأتوا بمثله) وهذا القول من إبراهيم النظام قول مردود، بل رده بعض أئمة المعتزلة ـ كالجاحظ وأضرابه من أئمة المعتزلة الذين يوافقون إبراهيم النظام في أصول المذهب ومعدودون معه أنهم من المعتزلة عندهم كتب يردون فيها على إبراهيم هذا لأن القرآن ليس معجزا في ذاته ولكن الله جل وعلا صرف العرب عنه، والحق أن الله جل وعلا جل أن الرب سبحانه وتعالى جعل القرآن معجزا في ذاته فالقرآن كلام الله منزل غير مخلوق، نزل به جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم تضمن إعجازا لغويا وعلميا، بل هو معجز في كل شيء، فهو كلام الله تحدى الله العرب فيه أن يأتوا بسورة من مثله بل ببعض سورة بل ببعض آية، بل قال جل وعلا: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء:88) أما أن يوجد عالم معدود من علماء أهل السنة وعرف له قدر في القرآن قال بهذا القول فلا أعرف أحدا قال به، ولو قال به أحد لرد قوله عليه.

(وقفات مع سورة التحريم)

عندماوقعت أحداث 11 سبتمبر قال بعض طلبة العلم في سورة التوبة الآية 110 في قوله تعالى (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ) يقولون: إن عدد أدوار برجي التجارة 110، و سورة التوبة في الجزءالحادي عشر و سورة التوبة في السورة التاسعة في المصحف؟

طبعا هذا كله باطل، لا أصل له، و لا يجوز للأحد أن يربط بينهما أرقاما،إخواني الله يقول (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ) يتكلم عن بنيان المنافقين وهو مسجد الضرار (الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) قد يأتي إنسان، يدخل عليك مدخلا عظيما يقول لك، العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب،و هذه قاعدة صحيحة في أكثر أحوالها، و لكن ينبغي أن تعرف كيف تربط بين قول العلماء العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ما نطبقها على برجي التجارة في نيويورك، كيف تطبق؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير