تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[نور الإندونيسي]ــــــــ[25 Aug 2010, 10:38 م]ـ

ب - اللغة العربية وقضية إعجاز القرآن

وقد ثبت بأدلة قاطعة أن القرآن معجزة، ومعنى كونه معجزة أنه لا يكون من عند البشر بل هو كتاب نزل من عند الله تعالى دليلا على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى ? أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ? [هود: 13 - 14] يقول الباقلاني: فجعل عجزهم عن الإتيان بمثله دليلا على أنه منه تعالى ودليلا على وحدانيته ([1] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn1)). اهـ

ومن المعلوم أن وجوه إعجاز القرآن كثيرة جدا، بعضها تحقق منذ نزوله والآخر تحقق في العصور المتأخرة، مثل الإعجاز العلمي. فمن وجوه إعجاز القرآن الذي تحقق منذ عهد نزوله إعجازه اللغوي، ويعنى بالإعجاز اللغوي ما عبّر عنه العلماء بعبارته المختلفة.

فقال الباقلاني: إنه بديع النظم عجيب التأليف متناهٍ في البلاغة إلى الحدّ الذي يعلم عجز الخلق عنه. ([2] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn2))

وقال ابن عطية: التحدي وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه. ([3] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn3))

وقال القاضي عياض: إعجازه صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها الذى جاء عليه، ووقفت مقاطع آيه وانتهت فواصل كلمات إليه، ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له، ولا استطاع أحد مماثلة شئ منه، بل حارت فيه عقولهم، وتدانت دونه أحلامهم، ولم يهتدوا إلى مثله في جنس كلامهم من نثر أو نظم أو سجع أو رجز أو شعر. ([4] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn4))

وذكر ابن عاشور ثلاث جهات لغوية ترجع إليه وجوه الإعجاز:

الجهة الأولى: بلوغه الغاية القصوى مما يمكن ([5] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn5)) أن يبلغه الكلام العربي البليغ من حصول كيفيّاتٍ في نظمه مفيدةٍ معاني دقيقةً ونكتا من أغراض الخاصة من بلغاء العرب مما لا يفيده أصلُ وضع اللغة، بحيث يكثر فيه ذلك كثرةً لا يدانيها شيءٌ من كلام البلغاء من شعرائهم وخطبائهم.

الجهة الثانية: ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في نظم الكلام مما لم يكن معهودا في أساليب العرب، ولكنه غير خارج عما تسمح به اللغة.

الجهة الثالثة: ما أودع فيه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن وفي عصور بعده متفاوتة. ([6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn6))

هذه عبارات العلماء في بيان وجه إعجاز القرآن اللغوي. نعم، القرآن عربي نزل بلسان عربي ولغة عربية، إلا أن لغته بديعة ومعجزة خارقة تُعجز جميع أرباب تلك اللغة نفسها، فلا أحد يعرف البلاغة ويبلغ الذروة في الفصاحة يسطتيع أن يأتي بمثل القرآن، وهذه حقيقة ثابتة في التاريخ وثابتة بأدلة قرآنية كثيرة.

ومع هذا الإعجاز اللغوي، ذكر العلماء وجوه الإعجاز الأخرى مثل الإخبار عن المغيبات مما لم يقع فوجد كما أخبره، وقصص الأنبياء الأولين، وكذلك اكتشف المعاصرون وجوها، منها إعجازه في علومه ومعارفه وهدايته.

قال الزرقاني: بيان ذلك أن القرآن قد اشتمل على علوم ومعارف في هداية الخلق إلى الحق بلغت في نبالة القصد ونصاعة الحجة وحسن الأثر وعموم النفع مبلغا يستحيل على محمد، وهو رجل أمي نشأ بين الأميين أن يأتي بها من عند نفسه بل يستحيل على أهل الأرض جميعا من علماء وأدباء وفلاسفة ومشترعين وأخلاقيين أن يأتوا من تلقاء أنفسهم بمثلها ([7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=116797#_edn7)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير