تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالبرور من البر، وهو صفة عظيمة في شرعنا وخصلة كبيرة في ديننا، إن لم نقل هي الدين كله، ويكفي في بيانها قول الله تعالى:" لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِق ِوَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وابن السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ". (البقرة/177).

وفي أحاديث جامعة حدد الرسول الكريم مفهوم البر فقال صل1:" البر حسن الخلق " .. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5) وهو خلق عظيم شامل، أجره عظيم كما قال النبي صل1: " أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6) وفي رواية: " أكثر ما يلج الناس به الجنة حسن الخلق". [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7) وقال صل1:" إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته وحسن خلقه " [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8). وهي نصوص تبين ما يلزم من البرور تجاه الوالدين من خلق حسن ...

ب-عدم التعرض لسبهما أو عقهما:لأن ذلك من الكبائر، فقد أخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رض1 قال: قال رسول الله صل1إن من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه". [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9) وقد سئل كعب الأحبار: ما تجدون في كتاب الله من عقوق الوالدين؟. قال: إذا أقسم عليه فلم يبره، وسأله فلم يعطه، وائتمنه فلم يرد عليه واشتكى إلى الله ما يلقى منه فذلك العقوق كله ". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn10)

ج-السعي لإرضائهم وتجنب سخطهم وما يسخطهم: وهذا من تمام البر، إذ فعل الحسن وتجنب السيء هو المطلوب تجاههما، فكم تعبا وشقيا وبذلا دون كلل أو شكوى من أجل أن ترضى، فما جزاؤهما إن لم يكن على الأقل بالمثل أو أوفى؟. وقد بين صل1أهمية طاعتهما وخطورة معصيتهما –طبعا في المعروف-فقال صل1من أصبح مطيعا في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة وإن كان واحدا فواحدا، ومن أمسى عاصيا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار وإن كان واحدا فواحدا، قال الرجل: وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه، وإن ظلماه، وإن ظلماه ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn11)

د-عدم الجهاد إلا بإذنهما: حيث روي عن عبد الله بن عمرو رض2 أن رسول الله صل1 قال لرجل استأذنه في الجهاد:" أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد". [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn12) وجاء رجل فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال:" هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها " [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn13).

هـ-حملهما في الكبر وعدم السآمة والملل أو الضجر منهما: وهي السن التي يحتاجان فيها الى الاهتمام والرعاية، كما احتاج الأبناء إليهما في صغرهما، وقد بينها رب العزة في كتابه فقال:" إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ". (الاسراء/23). قال مجاهد بن جبر: إذا رأيت منهما في حال الشيخوخة الغائط والبول الذي رأياه منك في الصغر فلا تقذرهما أو تقول لهما "أف" أو تنهرهما. [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn14)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير