تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و-برهما وإن كانا كافرين: إذ لا يختص برهما بكونهما مسلمين، بل يجب برهما وإن كانا كافرين، فعن أسماء رضي الله عنها قالت: قَدِمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت النبي فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة أفأصلها؟ قال: " نعم، صلي أمك ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn15)

ولم يقف حق الوالدين عند هذا الحد، بل يجب برهما والاحسان إليهما حتى ولو أمرا بالكفر بالله أو الشرك به، قال تعالى:" ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير، وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون". (لقمان/14). فإذا أمر الله تعالى بمصاحبة الوالدين بالمعروف مع هذا القبح العظيم الذي يأمران ولدهما به، وهو الإشراك بالله فما الظن بالوالدين المسلمين لاسيما إن كانا صالحين.

وواقعنا وشكاوى الكثير من النساء، تنبئ عن حصول الكثير من المشاكل الأسرية بسبب الفهم السيئ لهذا الأمر، فكم من امرأة تُمنع من زيارة والديها، وكم من رجل قاطع أباه أو أمه بسبب من الأسباب، مع العلم أن صلة الرحم والوالدين، وتقوى الله فيهما واجبة لقوله تعالى: " واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا ". (النساء/1).

3 - ما يلزم بعد وفاتها:

أ-الصلاة عليهما والاستغفار لهما: وهذا مما ذكر به القرآن وهو من عظيم الخصال، فقد جاء على لسان نبي الله نوح قوله تعالى:" رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مومنا ". (نوح/28). وعلى لسان نبي الله ابراهيم:" ربنا اغفر لي ولوالدي وللمومنين ". (ابراهيم/41). وقال تعالى:" وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ". (الاسراء/23). وهو أقل الواجب تجاههما بعد موتهما، فالدعاء للأموات من قبل الأحياء عملة صعبة نادرة، والآباء والأمهات يستحقونها وسيكونون بحاجة إليها، وقد بين الحبيب محمد صل1هذا في قوله: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ". [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn16) وروي عن سعيد بن المسيب قال: " إن الرجل ليرفع بدعاء ولده بعده وقال بيديه هكذا فرفعهما ". [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn17)

ويشمل الدعاء كل أبواب الخير والصلة، والبخيل من بخل ونسي فضل والديه بعد موتهما، وقد روي عن سعد بن عبادة رض1قال: يا رسول الله إني كنت أبر أمي وأنها ماتت فإن تصدقت عنها أو أعتقت عنها أينفعها ذلك؟. قال: نعم، قال: فمرني بصدقة؟، قال: اسق الماء، قال الحسين فنصب سعد سقايتين بالمدينة، قال الحسن: فربما سقيت منهما وأنا غلام ". [18] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn18)

ب-إنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا رحم للانسان إلا من قبلهما: قد يموت الآباء ويوصوا بأمر ما، أو بعهد ما يجب تنفيذه، فيلزم الأبناء إتمام ما بدأه الآباء وتنفيذ الوصايا والعهود دون تأخير أو كلل، وهذا من برهما. إضافة الى صلة من كانوا يصلون، وإكرام من كانوا يكرمون.

فقد روى عبيد الساعدي عن أبيه: أنه سمع أبا أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رض1 يقول: بينما نحن عند رسول الله صل1 إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به من بعد موتهما؟ قال: نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهودهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم الذي لا رحم لك إلا من قبلهما". [19] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn19)

ج-صلة أهل ودهما: إذ من البرور بهما بعد موتهما، صلة أقاربهما وأصدقائهما، حيث روى ابن عمر قال: سمعت رسول الله صل1 يقول: إن من أبر البر صلة أهل ود أبيه بعد أن يولي ". [20] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn20)

4- أثر برهما في الدنيا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير