تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ج-الحرمان من الجنة: وهذه مصيبة أخرى تحل بالعاق، مع العلم أن من متمنيات كل إنسان في هذه الدنيا تحقيق الفوز بالجنة، لكنه قد يحرم منها بسبب عقوقه لوالديه أو لأحدهما. حيث روي عن رسول الله صل1 أنه قال: " رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة ". [26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn26)

- وقال صل1 أيضا: " لا يدخل الجنة عاق ". [27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn27)

- وعن أبي غسان الضبي قال: خرجت أمشي مع ابي بظهر الحرة فلقيني أبو هريرة رض1فقال: من هذا؟ قلت: أبي، قال: لا تمش بين يدي أبيك، ولكن امش خلفه أو إلى جانبه، ولا تدع أحدا يحول بينك وبينه، ولا تمش فوق أجار أبوك تحته، ولا تأكل ما قد نظر أبوك إليه، لعله قد اشتهاه، ثم قال: أتعرف عبد الله بن خداش؟ قلت: لا، قال: سمعت رسول الله صل1 يقول: فخده في جهنم مثل أحد، وضرسه مثل البيضاء قال أبو هريرة: فقلت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: كان عاقا لوالديه ". [28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn28)

6- السلف الصالح وبر الوالدين: لقد فهم الأوائل قيمة البرور بالوالدين، وعملوا على تحقيقه في سلوكهم، والأمثلة على ذلك كثيرة، نذكر منها فعل بعضهم مع والديهم:-فهذا أبو هريرة، كان إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا ً، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيرا ً، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك. ". [29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn29)- وعن أبي بردة قال: إن رجلا من أهل اليمن حمل أمه على عنقه، فجعل يطوف بها حول البيت، ثم قال لابن عمر: أتراني جزيتها؟ فقال ابن عمر: لا، ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة ". [30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn30)- وهذا محمد بن سيرين كان إذا كلم أمه كأنه يتضرع. قال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئا ً؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه. [31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn31)

- وهذا زين العابدين من سادات التابعين كان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها". [32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn32)

- وكان الامام ابو حنيفة رح1 بارا بوالديه، وكان يدعو لهما ويستغفر لهما، ويتصدق كل شهر بعشرين دينارا عن والديه، يقول عن نفسه: " ربما ذهبت بها الى مجلس عمر بن ذر، وربما أمرتني أن لأذهب إليه وأسأله عن مسألة فآتيه وأذكرها له، وأقول له: إن أمي أمرتني، فيقول: كيف هو الجواب حتى أخبرك؟ فأخبره الجواب، ثم يخبرني به، فآتيها وأخبرها بالجواب، وفي مرة استفتني أمي عن شيء، فأفتيتها فلم تقبله، وقالت: لا أقبل إلا بقول زرعة الواعظ، فجئت بها الى زرعة وقلت له: إن أمي تستفتيك في كذا وكذا، فقال: أنت أعلم وأفقه، فأفتها، فقلت: أفتيتها بكذا، فقال زرعة: القول ما قال أبو حنيفة، فرضيت وانصرفت ". [33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn33)

- هذه بعض نماذج بر السلف لآبائهم وأمهاتهم، فلينتبه كل عاقل وكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد لهذه الوصايا والاشارات، وليسلك بنفسه سبل النجاة بالبحث عن رضا الآباء والأمهات.

د/ أحمد العمراني

الجديدة

المغرب

[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- مختصر إرواء الغليل 1/ 234/1198/وصحيح الترغيب والترهيب:1/ 95/397.

[/ URL]- صحيح مسلم:رقم:2548. [2]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير