تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أ-تفريج الكربات: إن بر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات، وما قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، إلا دليل على ذلك، حيث يذكر الحديث الصحيح أنهم قالوا لبعضهم البعض: " ... انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: " اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء ....... ". [21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn21)

ب-استجابة الدعاء: وهذا من نتاج البرور بالوالدين في الدنيا، وقد نقل لنا تراثنا بعض الآثار لسلفنا الصالح ممن كانوا مجابي الدعوة بسبب برورهما بالوالدين، منهم: أويس بن عامر القرني، فعن عمر قال: سمعت رسول الله صل1 يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص، فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها أبر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ". [22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn22)

وما أدرك هذه المنزلة إلا ببره بوالدته، وما فرج عن أصحاب الغار إلا بالاخلاص في عملهم ومنه البرور بالوالدين.

5 - أثر عدم برهما:

أ-سوء الخاتمة: وهذا أمر يخشى منه لخطورته، إذ حسن الخاتمة مطلب عظيم لكل العلماء والصالحين وكل مؤمن يرجو رضا رب العالمين، وضدها سوء الخاتمة. وقد رويت آثار تنبئ عن أهمية البرور في تحصيل هذا الأجر، أو عدم تحصيله بالوقوع في العقوق. حيث روي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صل1 فأتاه آت فقال: شاب يجود بنفسه، فقيل له: قل لا إله إلا الله فلم يستطع، فقال: كان يصلي؟ فقال: نعم، فنهض رسول اللهصل1 ونهضنا معه فدخل على الشاب فقال له: قل لا إله إلا الله، فقال: لا أستطيع، قال: لم؟ قال: كان يعق والدته فقال النبي صل1: أحية والدته؟ قالوا: نعم، قال: ادعوها؟ فدعوها فجاءت فقال: هذا ابنك؟ قالت: نعم، فقال لها: أرأيت لو أججت نارا ضخمة فقيل لك إن شفعت له خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار أكنت تشفعين له؟ قالت: يا رسول الله إذا أشفع له، قال: فأشهدي الله قد رضيت عنه، قالت: اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني، فقال له رسول الله صل1: يا غلام قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ". [23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn23)

- وعن داود بن شابور أن أبا قزعة أخبره عن رجل قال: نزلنا في بعض الطريق فسمعنا نهيق حمار من الليل، فسألنا عنه، فقالوا: كان هذا رجل عندنا وكانت له أم فكانت إذا قالت له شيئا قال لها انهقي نهيقك، فلما مات سمعنا نهيقه من القبر ". [24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn24)

ب-عدم برور الأبناء: وهذه نتيجة أخرى تقع للانسان بسبب عدم البرور، فكما تدين تدان، والبر يبلى والديان لا يموت، وقد وردت بعض النصوص في الموضوع، منها قوله صل1: " كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء الى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات". [25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn25)

- وذكر بعض العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الشجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير