-توجيههم لعدم التحديث بكل المسموع: وما أكثرها ومنها الحديث بكل ما يسمع، والرسول صل1 قد حذر من هذا فقال كما في رواية أبي داود:" كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ".
د/ أحمد العمراني.
أستاذ التعليم العالي الجديدة. المغرب.
ـ[أم فراس]ــــــــ[30 Aug 2010, 03:55 ص]ـ
"ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"
تقديم:
الخطاب الديني هو كل بيان باسم الإسلام يوجه للناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين لتعريفهم بالإسلام، وقد يأخذ هذا الخطاب شكل خطبة أو محاضرة، أو رسالة، أو مقال، أو كتاب، أو مسرحية، أو أعمال درامية، وغيرها. وبذلك ينبغي ألا نحصر الخطاب الديني في خطبة الجمعة فقط.
والرسول صل1 بعث بالكلمة، ورسالته كلها مبنية على التبليغ باللسان، دون نفي أثر الوسائل الأخرى المتمثلة في الفعال والاقتداء بها.
وانطلاقًا من هذه الأهمية تكفل الشارع الحكيم بترشيد نبيه محمد الأمين للسبيل الأقوم لإيصال خطابه الى الناس كافة، ليقتدي به العلماء وفرسان المنابر والدعاة الى الله.
وقد تعرض الخطاب الاسلامي السائد لسلبيات كثيرة، حيث لم يعد يتساوق مع ظروف المكان ولا الزمان، والتعامل الفكري مع القرن الحادي والعشرين بعقلية القرون الماضية لا يتسق مع المنطق السليم، مما يقتضي الرجوع الى الأصل والقدوة لبيان توجيهاته صلى الله عليه وسلم في ترشيد الخطاب الديني.
فالأمة الاسلامية اليوم تعيش زمنا اختلطت فيه المفاهيم والتبست، وكثرت فيه التوجيهات عبر وسائل الاعلام المختلفة سواء منها المكتوبة أم المرئية أم المسموعة. وبالتأمل قليلا في منهج دعوته صل1وفي سيرته العطرة وحياته الدعوية يتبين باستقراء تام، أن خطابه صلى الله عليه وسلم تميز بتوجيهات خاصة لابد من مراعاتها في زمننا للسير سيره والاقتداء بآثاره.
ومن هذه التوجيهات العامة ما يلي:
1 - الدعوة الى الاهتمام بالأمور العقدية: حيث حرص صلى الله عليه وسلم في خطابه على دعوة الناس إلى توحيد الله وعبادته وحده وعدم الاشراك به، لأن التوحيد هو الأصل في بعثة الأنبياء والرسل، ومهمتهم تصحيح عقيدة الناس التي انحرفت، وخير مثال لذلك ما أخرجه البخاري عن النبي صل1 لما بعث مُعَاذاًرض1عَلَىالْيَمَنِقَالَ: "إِنَّكَتَقْدَمُعَلَىقَوْمٍأَهْلِكِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَمَاتَدْعُوهُمْ إِلَيْهِعِبَادَةُاللَّهِ …".
لهذا يبقى الخطاب العقدي أصل الخطاب الذي لا ينبغي أن يغيب، ولا بأس بتكراره، وبطرق ووسائل تبليغية، تواكب مستجدات الشرك ومستحدثاته، كما تُبدع في وسائل الخطاب الذي يحاربه، وبلغة سهلة ميسرة تصل الى القلوب قبل الأسماع.
2 - توجيه الأمة الى الاجتهاد في الخطاب: لأنه ليس توقيفيا، فالمطلوب الاجتهاد فيه والاعداد الجيد لمواضيعه، والابداع المستمر لما يُقدم للناس، مع تجاوز المكرور من الخطاب حتى لا يمل الناس فيملوه.
3 - التدرج في الخطاب: وهذا أمر بدأ به أمر الدين وخُتم، فكل ما حُرم على الأمة حرم تدريجيا وعلى مراحل، وما أمر الخمر والربا في تنزيلات القرآن بخاف على المسلم. فعلى المتكلم بخطاب الدين إن قصد بخطابه توجيه النصح أو الرغبة في تغيير ما يستحق التغيير أن يعرف كيف يعالج الأمر، وأن يستلهم منهجه ذلك من منهج رسول الانسانية والرحمة المهداة للعالمين.
4 - الخطاب المتفاعل مع الواقع: أي خطاب يعترف بالواقع ومشاكله، ويعرف كيف يخرج الناس من مشاكل الحياة وصعوباتها، ويقدم لهم الحلول المناسبة التي تهدئ النفوس وتطمئن القلوب.
5 - تغليب خطاب الهداية على الجباية: أي الحرص في الخطاب على هدي الناس الى البر، مع تجنب الجباية أو طلبها بالخطاب. والله في عون كل من رغب في هداية الناس الى الخير ويوفقه ويجازيه خير الجزاء.
6 - خطاب جامع لا مفرق:فالمتكلم باسم الدين لا لون له ولا توجه له، فهو أب الجميع ومعلم الجميع، مثل شجرة الزيتون"لا شرقية ولا غربية" ينير ضوؤه طريق كل الناس بمختلف ألوانهم وأشكالهم.
7 - خطاب التيسير لا التعسير: خطاب التشديد غير نافع في زمننا، ولم يكن كذلك في زمن الكرام. فكل من شاد الدين غُلب كما في الحديث:" الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه". وقد تحدثت نصوص كثيرة عن التبشير والتيسير وعدم التعسير والتنفير. كما بين صل1 للمسلمين بأن الدين متين والإيغال فيه ينبغي أن يكون برفق.
¥