تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد محمود أبو زيد]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:04 ص]ـ

nهمّ الضرب

ويقول الطبري: وأما الآخرون ممن خالف أقوال السلف وتأولوا القرآن بآرائهم، فأنهم قالوا في ذلك أقوالا مختلفة، فقال بعضهم: ولقد همّت المرأة بيوسف، وهمّ بها يوسف أن يضربها أو ينالها بمكروه لهمها به وما أرادته له من المكروه، لولا أن يوسف رأى برهان ربه، وكفه ذلك عما همّ به من أذاها، لا أنها ارتدعت من قبل نفسها. قالوا: والشاهد على صحة ذلك قوله: " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" قالوا: فالسوء: هو ما كان همّ به من أذاها، وهو غير الفحشاء.

وقال بعضهم: معنى الكلام، ولقد همت به فتناهى الخبر عنها، ثم ابتدئ الخبر عن يوسف، فقيل: وهمّ بها يوسف، لولا أن رأى برهان ربه. كأنهم وجهوا معنى الكلام إلى أن يوسف لم يهم بها، وأن الله إنما أخبر أن يوسف لولا رؤيته برهان ربه لهمّ بها، ولكنه رأى برهان ربه فلم يهم بها، كما قيل: "ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا " النساء / 83

ويفسد هذين القولين – والكلام للطبري - أن العرب لا تقدم جواب "لولا" قبلها، لا تقول: لقد قمت لولا زيد، وهي تريد: لولا زيد لقد قمت.

وقال فريق آخر: بل قد همت المرأة بيوسف وهم يوسف بالمرأة، غير أن همهما كان تمثيلا منهما بين الفعل والترك، لا عزما ولا إرادة؛ قالوا: ولا حرج في حديث النفس ولا في ذكر القلب إذا لم يكن معهما عزم ولا فعل.

ويخلص الطبري في تفسيره لآية الهم، فيقول: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله جل ثناؤه أخبر عن هم يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه، لولا أن رأى يوسف برهان ربه، وذلك آية من آيات الله، زجرته عن ركوب ما هم به يوسف من الفاحشة. وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب، وجائز أن تكون صورة الملك، وجائز أن يكون الوعيد في الآيات التي ذكرها الله في القرآن على الزنا، والصواب أن يقال في ذلك ما قاله الله تبارك وتعالى، والإيمان به، وترك ما عدا ذلك إلى عالمه. (1)

وهذا البرهان غير مذكور في القرآن، فروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن زليخا قامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في زاوية البيت فسترته بثوب، فقال: ما تصنعين؟ قالت: أستحي من إلهي هذا أن يراني في هذه الصورة، فقال يوسف: أنا أولى أن أستحي من الله؛ وهذا أحسن ما قيل فيه كما يذكر القرطبي في تفسيره.

وفي تفسير الجلالين ورد حول تفسير آية الهم " ولقد همَّت به " قصدت منه الجماع " وهم بها " قصد ذلك" لولا أن رأى برهان ربه " قال ابن عباس مَثُلَ له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله. (2)

ــــــــــــــ

(1) المرجع السابق

(2) تفسير الجلالين - تفسير سورة يوسف – موسوعة القرآن الكريم الإلكترونية – شركة الحادي للتكنولوجيا – القاهرة 2001م.

ـ[أحمد محمود أبو زيد]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:08 ص]ـ

nخطرات النفس

ويقول ابن كثير في تفسيره لآية الهمّ: اختلفت أقوال الناس وعباراتهم في هذا المقام، وقد روي عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وطائفة من السلف في ذلك ما رواه ابن جرير وغيره بأن المراد بهمه بها خطرات حديث النفس، وقيل همّ بضربها، وقيل تمناها زوجة، وقيل هم بها لولا أن رأى برهان ربه، أي فلم يهم بها، وأما البرهان الذي رآه ففيه أقوال أيضا فعن ابن عباس وسعيد ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن سيرين والحسن وقتادة وأبي صالح والضحاك ومحمد بن إسحاق وغيرهم رأى صورة أبيه يعقوب عاضا على إصبعه بفمه، وقيل عنه في رواية فضرب في صدر يوسف، وروي عن ابن عباس أنه رأى خيال الملك يعني سيده، وكذا قال محمد بن إسحاق فيما حكاه عن بعضهم إنما هو خيال قطفير سيده حين دنا من الباب. (1)

n أقوال القرطبي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير