ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:48 م]ـ
ما فائدة أل التعريف في المغضوب عليهم والضالين.
سميت أل التعريف بهذا لأنها تدل على الأسم الذي تحمله. فالمعرّف بأل لا يمكن أن يكون مجهولاً غير معروف. ولذلك فقد أشارت الكلمتان الى عقيدتين معلومتين لدى المسلمين , وهاتين العقيدتين سيظلان في بقاء الى يوم القيامة. وعدائهما باق أيضاً الى يوم القيامة. والتعريف أيضاً بهذا السياق يدل على المنهج الجماعي الذي يحمله الاسم والذي تتبعه الجماعة. فمن الممكن أن يضِل الإنسان بشكل فردي ويصبح ضالاً أو يغضب الله تعالى عليه لفعل فعله على غير هدىً ولكنه سرعان ما يعود الى الله تعالى ويرتجع ويتوب ويستغفر من ذنبه فيقبله الله تعالى ويشرح صدره الى الإيمان من جديد. . ولذلك فإن المتأمل في هذين اللفظين يشتمّ منهما الرائحة الممنهجة في الغضب والضلال.إنه الغضب المنظم والضلال المؤصل، لا الغضب العابر ولا الضلال الآنيّ الذي ربما يتعرض له كل مسلم موحد.
دلالات أخرى لذكر المغضوب عليهم والضالين في سورة الفاتحة
ومن الدلالات الواضحة الثابتة في سبب ذكر الله تعالى لليهود والنصارى في سورة الفاتحة هو بقاء عدائهم للفئة المسلمة الى يوم القيامة. والناظر الآن الى الساحة الدولية الراهنة، فإنه يجد أن العدو الحقيقي للمسلمين هم اليهود والنصارى. رغم وجود ديانات أخرى ذات ثقل عددي واقتصادي على الأرض لا يستهان به مثل الديانة الهندوسية والديانة البوذية التي تقول بعض الإحصاءات أنها أكبر ديانة على وجه الأرض بعد النصرانية والإسلام. ومع ذلك فإننا لا نجد تلك العداوة الظاهرة بين البوذيين والمسلمين مما يدل أن الله تعالى ذكر لنا ما سوف نلاقيه من صنوف عذاب من أولئك اليهود والنصارى الذين أثخنوا قتلاً وشنّعوا فعلاً بأمة الأسلام.
ومما يدل على شناعة فعل النصارى واليهود الى يوم القيامة ذكرهم الكثير والمتأصل في القرآن الكريم بل واتفاقهم واجتماعهم على أذى المسلمين حتى لا تكاد سورة طويلة تخلو من ذكرهم وذكر مساويهم ومن ذلك قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51 وهذه الآية تبين بشكل واضح أنهم عدو مشترك الي يوم القيامة وأنهم أولياء مع بعضهم ضد ما هو اسلامي.
وقوله تعالى أيضاً:
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا)
وقال تعالى أيضاً (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) 120 سوره البقره
فمن أصدق من الله قولاً وقد حكم أن قتالهم لنا قائم على دافع ردنا عن ديننا أي أنهم مستمرون بذلك إلى قيام الساعة، ورضاهم عنا وكفهم عن قتالنا لن يحصل إلا أن نتبع ملتهم،لامجال لأن يتحقق التوافق والرضى والقبول إلا بإن نترك ديننا وأن نتبعهم في ظلالهم
ومما صرحت به الأحاديث الصحيحة حول عداء اليهود والنصارى لنا كثيرة ومن ذلك:
عن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله))
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة))؛ أخرجه مسلم في الفتن باب في بقية من أحاديث الدجال (2944).
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:49 م]ـ
الفاتحة قسمة الله تعالى لعباده
سورة الفاتحة هي السورة التي سماها الله تعالى بالسبع المثاني، وورد ذكرها
في القرآن في قول الله تعالى:] وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [
قال أبو هريرة رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: (الْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. رواه البخاري ومسلم.
إنها قسمة الله تعالى لنا. إنها عطية الله سبحانه للمؤمنين. ويا لها من عطية ويا لها من قسمة عادلة. في قرائتها يرتاح القلب وترقص الروح طرباً لأحرفها وكلماتها وسكناتها.
مهما قرأتم أيها المتدبرون فلن تملوا من قرائتها. انظروا كم مرة تكررون قرائتها كل يوم. انظروا كم مرة في المناسبات تقرأ وكم مرة في الصلوات تتلى وكم مرة يتدارسها الطلاب ويستقرأونها فيما بينهم. فهل شعر أحد بملل أو كلل وهي تتلى آناء الليل وأطراف النهار؟؟ ما هو السر الذي وضعه الله تعالى فيها حتى لا يُملّ ولا يُكلّ استقرائها؟ ما سر تعلّق الملايين في ديمومة تلاوتها وتدبر ما فيها من معانٍ راقية وتأملات سامية؟ اليس يعود ذلك لأنها من عطايا الله تعالى لنا؟ اليست لأنها هي بركة الله تعالى لنا وعطيته؟ يستشفي فيها السقيم ويسترقي فيها المسموم. ويخشع بتلاوتها المحب الحميم. ويتبرك بقرائتها المتدبر العليم.
¥