الأولى: توجيه النظر إلى الآثار المترتبة على هذين الاسمين في الكون وفي أحداث التاريخ كما قال تعالى في أول السورة: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء: 7 - 9]
ثم بعد ذلك يتكرر ذكر هذين الاسمين الكريمين بعد كل قصة من قصص الأنبياء.
ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية وهي الأمر بالعبودية المترتبة على صدق الإيمان بهذين الاسمين في قوله تعالى في ختام السورة: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [الشعراء: 217]
وبعد هذا المثال الجامع نطوف في كتاب الله تعالى لنأخذ بعض الأمثلة.
ـ[أحمد شكري فتح الله]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:04 ص]ـ
أولا: أمثلة على الأخبار
باستثناء الأخبار التي يراد منها الطلب - أو كما يقال الأسلوب الخبري لفظا الإنشائي معنى - تجد أن من الحكم الظاهرة في ختم الآيات التي تتضمن أخبارا بأسماء الله تعالى - الدعوة إلى التفكر في هذه الأخبار لتعميق الإيمان بهذه الأسماء
ولنا أن نقسم الأخبار في القران إلى نوعين:
أخبار عن مخلوقات الله تعالى كالسماء والأرض وخلق الإنسان.
وأخبار عن معاملة الله تعالى لعباده كاهلاك الله تعالى لأعدائه وإكرامه لأوليائه.
وبما أن القران كتاب هداية وليس كتاب فيزياء أو أحياء أو جغرافيا فليس الغرض من إيراد الأخبار عن مخلوقات الله تعالى مجرد سرد حقائق علمية بل الغرض منها زيادة الإيمان فإذا ختمت تلك الآيات باسم أو أكثر من أسماء الله تعالى كان ذلك من معاني الإيمان التي جاء الخبر لتعميقها في القلب.
كما في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12] وقوله: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ. فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام: 95، 96]
وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 12 - 14]
وقوله: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النور: 45]
وغيرها كثير.
ومثل ذلك يقال في الأخبار عن الأمم السابقة فالقران ليس كتاب تاريخ والقصص فيه ليست لمجرد التسلية وإلا لذكر فيها الأشخاص والأماكن وتفاصيل الأحداث ولكن قصص القران من أعظم وسائل زيادة الإيمان ولذلك إذا ختمت تلك الآيات باسم أو أكثر من أسماء الله تعالى فتكون من أوضح الحكم التفكر في هذه الأحداث لتعميق الإيمان بهذه الأسماء
كما في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [هود: 66]
وقوله: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأنفال: 43]
وقوله: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 52]
¥