تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقوله: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 62، 63]

وغيرها كثير.

ـ[أحمد شكري فتح الله]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:05 ص]ـ

ثانيا: أمثلة للطلب

القران ليس كتاب قانون تسرد فيه الأحكام بل هو كتاب هداية ولذلك يتبع الحكم ببعض الوسائل المعينة على تطبيقه فإذا اتبع الحكم باسم أو أكثر من الأسماء الحسنى كان من أوضح الأغراض لذكره كون الإيمان به من المعينات على الامتثال للحكم والحق أن هذه القاعدة أكثر اطرادا في جانب الطلب منها في جانب الخبر.

كما في قوله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112]

وقوله: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]

وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ. الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 267، 268]

ومن الأخبار التي يراد بها الطلب قوله تعالى: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 209]

وقوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النحل: 77]

وقوله: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا. إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 148، 149]

ومما يدخل تحت هذا القسم اعني الأسلوب الإنشائي أو الآيات التي فيها طلب – الآيات التي فيها دعاء وذلك أن تحقيق عبودية الدعاء لا يكون إلا بعد معرفة الله تعالى ولذلك كان من آداب الدعاء التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]

ولذلك تجد بعض الآيات التي فيها دعاء تختم باسم أو أكثر من الأسماء الحسنى كنوع من أنواع تحقيق العبودية المترتبة على الإيمان بهذا الاسم.

كما في قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 127 - 129]

وقوله: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأعراف: 151]

وقوله: {أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: 155]

وقوله: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الممتحنة: 5]

وقوله: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89]

وبعد هذه الجولة السريعة لا ننسى التنبيه إلى انه قد تتعدد الحكم وتتنوع الفوائد من كل لفظة من ألفاظ القران الكريم وهذا مقتضى كونه لا يخلق على كثرة الرد.

نسال الله تعالى أن يفتح علينا من بركات كلامه وأنوار أسمائه وصفاته انه هو الهادي إلى سواء السبيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــ

(1) انظر كتاب العقيدة في الله للأشقر

(2) طريق الهجرتين - (1/ 47) وبعده كلام في غاية الروعة فلا تكتفي بقراءته بل احفظه إن استطعت.

(3) تفسير ابن كثير / دار طيبة - (3/ 322)

ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:54 م]ـ

جزاك الله خير على هذا الموضوع

وارجو من فضيلتكم وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

ان تعلق على ما تستطيع من آيات وتذكر مناسبة ختمها بأسماء الله تعالى

لتظهر الفائدة أكثر

ونفع الله بك الاسلام والمسلمين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير