وهنا لابد أن نسأل ما علاقة القميص بارتداد بصر يعقوب عليه السلام؟
والجواب أعتقد أنه موجود في قوله تعالى:
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ) يوسف (94)
وهذه الآية تدعونا إلى التأمل والبحث في تكوين النفس البشرية وما أودع الله فيها من أسرار حكمته وعجيب صنعه، وتدعونا إلى طرح بعض الأسئلة:
كيف وجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف عليه السلام من مسيرة تبلغ مئات الأميال؟
ما علاقة القميص بريح يوسف عليه السلام؟
لماذا ألقى البشيرُ القميصَ على وجه يعقوب عليه السلام ولم يضعه في يديه مثلا؟
وهذه الأسئلة ليست تشكيك في المعجزات، ثم إن المعجزات ليست من صنع من ظهرت على يديه، وإنما هي من صنع الله تعالى يظهر على يدي من يشاء، وكون القميص معجزة ليوسف عليه السلام، لا يعني أنا لا نتأمل في تلك المعجزة و نستفيد من دلائل تلك المعجزة وما يمكن أن تقودنا إليه.
والاستفادة من المعجزة وما تحمله من أسرار لا يخرجها عن طبيعتها وكونها معجزة، وتأمل معي قول الله تعالى لأيوب عليه السلام:
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) ص (42)
وهنا نسأل:
أليس الله بقادر على أن يكشف ضر أيوب عليه السلام دون أن يأمره بما أمره به في الآية؟
لا شك أن الجواب:
بلى.
إذا أليس من حقنا أن نسأل:
ما الحكمة من تلك الأمور؟
وهل من حقنا أن نبحث عنها ونستفيد مما يفتح الله به علينا؟
الذي أعتقده أن هذا الذي يريد الله تعالى منا أن نفعله.
...
حين تكلم الدكتور زغلول النجار حفظه الله عن موضوع انشقاق القمر لم يعلق الموضوع بالصور
بل علقه بما عرفه ووقف عليه من بحوث ودراسات وهو صاحب التخصص بل والتميز في تخصصه وفي كل جهوده العلمية والعملية، وهو عندي شاهد عدل، والذي أعلمه أنه لا يبني دراسته على الأوهام وإنما على حقائق علمية أو نظريات لها أدلتها وشواهدها التي يبني عليه العلماء عادة أخذهم لها بعين الاعتبار للوصول إلى الحقائق.
...
شكر الله لك دكتور مرهف ونفع بك
محبكم:
أبو سعد
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[30 Sep 2010, 02:03 ص]ـ
جزاك الله خيرًا.
وقرأت لأحدهم كشفاً عظيماً، يُبرز فيما يزعم أنه الإعجاز الباهر في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر:1]، وأتى مؤيداً على قوله، بصُوَرٍ التُقِطت لجوانب من القمر، إبَّان رحلة بعض العلماء إليه، تُبرز شقوقاً على وجهه، مؤكداً أن أحد هذه الشقوق هو مصداق قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر)، إنك لا تدري أيُّ تلك الشقوق هو المعنيُّ بخبر الله عن انشقاق القمر، وما الدليل على أنه هو لا غيره المعنيّ بذلك. ثم إن الإنشقاق الذي تم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم القمر، فيما رآه الناس، بنصفين، ثم عادا فالتأما.
فما وجه الشبه بين ذلك الانشطار الكلي الذي تم آنذاك، وواقع شقوق ذات أعماق محدودة رُئيت كظاهرة مستمرة على وجه القمر؟ وكيف يمكن لإنسان العلم والبحث عن الحقيقة في العصر الحديث أن يصدق أن ما رُئي على وجه القمر من شقوق كالتي ترى في أماكن على وجه الأرض، هو المعنيّ بالانشقاق الذي أعلن عنه بيان الله في القرآن، معجزةً دالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء الناس به من عند الله؟
من أبرز من صدع بذلك الدكتور زغلول النجار، وقد استدل على كون الشق المصور من قبل وكالة ناسا هو أثر انشقاق القمر في عهد النبوة، استدل بكونه تصدعًا صخريّا هائلا ممتدًّا على طول القمر.
وأقول: لا يبعد أن يتبع الله خوارق العادات بآثار تدل على وقوعها فإن ذلك نور على نور، ألم تر أن الله تعالى قال: ((فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية))؟!