تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

11) صرف الناس وحملهم قهرا على شيء معين من خصائص الله سبحانه وتعالى ولا يتحدى به إلاّ من ادّعى شيئا منها كما فعل إبراهيم عليه السلام مع النمرود في مسألة إحياء الموتى وشروق الشمس وغروبها أما العرب فهم مقرون بقدرة الله على الإحياء والإماتة والخلق والرزق ... وعلى الصرفة فلا يجوز أن يتحدون بما يقرون به أصلا ...

12) جميع المعجزات السابقة استمدت إعجازها من ذاتها كالعصا وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى فما بال أعظم المعجزات لخلودها وعمومها ... تستثنى من هذا الأصل الذي يقدح فيها ينقص من قيمتها أمام باقي المعجزات بل أمام غير المعجزات حتى ... (الكلام البشري العادي)

13) إنّ إعجاز القرآن سببه إحاطة صاحبه بالعلم كلّه وعجز العرب عن الإتيان بمثله لأنّ علمهم محدود يقول ابن عطية (546هـ) (ووجه إعجازه: أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما، وأحاط بالكلام كله علما، فإذا ترتبت اللفظة من القرآن، علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى، وتبين المعنى بعد المعنى، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره، والبشر معهم الجهل، والنسيان، والذهول، ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا، فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة، وبهذا النظر يبطل قول من قال: إن العرب كان في قدرتها أن تأتي بمثل القرآن، فلما جاء محمد - صلى الله عليه وسلم - صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.

والصحيح: أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين، ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يضع خطبة، أو قصيدة يستفرغ فيها جهده، ثم لايزال ينقحها حولا كاملا، ثم تعطى لآخر بعده، فيبدل فيها وينقح، ثم لا تزال فيها بعد ذلك مواضع للنظر والبدل، وكتاب الله لو نزعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب أن يوجد أحسن منها لم يوجد.)

14) من الأدلة على أنّ القرآن الكريم في مقدور البشر أن يأتوا بمثله أنّه متكون من الكلمات والجمل وقالوا أنّ القول بعدم القدرة على مثل كلماته تمحل ومكابرة وأنّ القدرة على الجزء تقضي القدرة على الكل لأنّ ما هو إلاّ مجموعة من الأجزاء .... وممّا قاله أبو القاسم الخوئي مفندا هذه المقولة: (قالوا إن العارف باللغة العربية، قادر على أن يأتي بمثل كلمة من كلمات القرآن، وإذا أمكنه ذلك أمكنه أن يأتي بمثل القرآن، لأن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد. الجواب: إن هذه الشبهة لا تليق بالذكر، فإن القدرة على الإتيان بمثل كلمة من كلمات القرآن، بل على الإتيان بمثل جملة من جملاته، لا تقتضي القدرة على الإتيان بمثل القرآن، أو بمثل سورة من سوره، فإن القدرة على المادة، لا تستلزم القدرة على التركيب، ولهذا لا يصح لنا أن نقول: إن كل فرد من أفراد البشر قادر على بناء القصور الفخمة، لأنه قادر على وضع آجرة في البناء، أو نقول: إن كل عربي قادر على إنشاء الخطب والقصائد، لأنه قادر على أن يتكلم بكل كلمة من كلماتها ومفرداتها، وكأن هذه الشبهة هي التي دعت (النظام) وأصحابه، إلى القول بأن إعجاز القرآن بالصرفة، وهذا القول في غاية الضعف ... )

.... إلخ ...

ثانيا الأدلة التطبيقية العملية الواقعية:

لإبطال نظرية الصرفة وإثبات الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم من الناحية العملية التطبيقية ثلاثة طرق تتبع كلام العرب , النظر في بلاغة القرآن وأخيرا الوقوف على معارضات القرآن ومحاولات تقليده وإجابة تحديه ...

وسنكتفي في النقطة الأولى والثانية بمجرد إشارات ونحاول قدر الاستطاعة والتمكين التفصيل في النقطة الثالثة

1) أوّلا النظر في أضرب وأصناف كلام العرب من شعر وأمثال وخطب ... قبل وقوع التحدي وأثناءه وبعده وخاصة قبل وقوع التحدي لأنّ حجيته على القائلين بالصرفة قطعية وواضحة ... ومحاولة مقارنة ذلك كلّه بالقرآن الكريم هل نجد في هذا الإنتاج الحافل والزاخر شيئا يماثل أو يشابه القرآن الكريم أو يصل ولو بدرجة قريبة إلى بلاغته وأحيل القارئ ها هنا إلى ما كتبه العلماء في هذا الموضوع وعلى رأسهم الجاحظ في الكثير من كتبه وخاصة البيان والتبيين فإنّه انتهج أسلوب التمثيل والمقارنة والموازنة بين التراث الأدبي العربي بل والعالمي كذلك في مقابل الأسلوب القرآني المعجز البليغ ... ومثله وبطريقة أعنف صنع الباقلاني في إعجاز القرآن لما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير