إذن فالآية 53 هي تفصيل للآية الأولى (حم)، ف (حم) آية من الآيات التي قال الله عنها ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ... )، لا يوجد ما ينفي أن تكون من ضمن آيات الآفاق والأنفس آية قرءانية،بل إن الضمير في (أَنَّهُ): حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ (أَنَّهُ) الْحَقُّ يوجب أن يكون من بينها آية أو آيات قرآنية لأنه يعود تقديرا على الرسول والرسالة، فما هو الذي يتبين لهم أنه الحق؟
لا شك أن الجواب هو (الرسول والرسالة)، وبما أن رسل الله هم أنفسهم آيات الله، والرسالات التي جاءوا بها هي آيات من عند الله فإن الآيات في الآفاق والأنفس هي آيات الرسول والرسالة، أي أننا سنرى الرسول صلى الله عليه وسلم آية في أنفسنا، ونرى الرسالة آية في أنفسنا، وهذا هو المنطق الحكيم، إذا قال أحد: سأريك مهارتي في الهندسة وفن العمارة حتى تعلم أني أملك قصرا رائعا فإن ما سيريكه هو قصره، كذلك الآيات في الآفاق الأنفس هي آيات الرسول والرسالة ليتبين لهم أن الرسول والرسالة حق.
بعض المسلمين كلما سمع عن اكتشاف علمي يتوافق مع القرءان يستشهد بالآية ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ... ) هذا استدلال في غير محله لأن الكافر والملحد لا تنطبق عليه هذه الآية، فالله يري آيات الهدى للضال الذي يبحث عن الهدى وليس للملحد، ويزيد المهتدي هدى (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين). إذن فالآية التي تتناسب مع الاكتشافات العلمية التي تتوافق مع القرءان والتي قد يكتشفها ملحد هي (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ).
قوله تعالى: كتاب فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) هذا أيضا وصف للسورة، فكل سورة هي كتاب بحد ذاته، والوصف إذا بلغ الكمال صار إسما علما، وهكذا تجاوز التفصيل الوصف حتى صار اسم السورة (فصلت)، فما معنى أن يوصف كتاب بالتفصيل أو يسمى به؟
الكتاب أو الموضوع المفصل يعني أنه بين كل ما يتعلق بالموضوع بكل جزئياته.
مثلا: قال وكيل النيابة لقاضي المحكمة بعد أن سلمه ملف قضية جنائية: هذا الملف فيه تفصيل للقضية، ولما فتح القاضي الملف وجده يتكلم عن متهم بجريمة قتل، ووجد كذلك كلاما يفهم منه أن المتهم لم يكن ساعة وقوع الجريمة في مكان الحادث.
الملف لم يذكر اسم المتهم ولا اسم الشاهد، فكيف يحكم القاضي في هذه القضية وهو لا يعرف من هو الجاني ولا الشاهد على براءته.
إذا فالقضية ليست مفصلة، فالتفصيل ينقصه ذكر الشاهد والمشهود له، فلو ذكر اسم الشاهد (س) واسم المشهود له (ص) لصح عندئذ أن يوصف بالمفصل.
هذا المثل الذي ضربته لو جاءني في الاختبار وأجبت عليه بنفس هذه الإجابة لكان هو الجواب الصحيح، وأقسم بالله العظيم على صحته.
سورة فصلت كما يدل عليها اسمها شبيهة بهذا المثل الذي ضربته، فيها شهادة شاهد ومشهود له بدون تعريف للشاهد وللمشهود له، إذن فذكر الشاهد وذكر المشهود له (حم) هو الذي يجعل السورة (مفصلة)، فكان من الحكمة أن تعبر السورة عن هذا واقعيا حيث جاء ذكر التفصيل (فصلت) بعد (حم) تنزيل من الرحمن الرحيم.
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[04 Dec 2010, 12:38 م]ـ
ما هذا يا أبا علي؟!
الملاحظ أنه بعد اشتهار مسألة الإعجاز العددي انتشر نوع من الهوس، وساد الدراسات العددية غثاء يخشى أن يطغى على الحقيقة. وما كتبه أبو علي هنا مثال يحرّض الناس على الكفر بمسألة الإعجاز العددي. فالأخ أبو على يجمع الأعداد من 1 إلى 53 ليصل إلى نتيجة أن هذا العام هو العام الذي يبين الله ... عندما قرأت ما كتبه الأخ الكريم قلت في نفسي:" لعل الرجل يريد أن يبين لنا سخافة ما يصنعه البعض فبالغ لينبهنا وحتى نأخذ العبرة".
طغيان الأبحاث السخيفة لا يرد أهل الجد عن متابعة المسيرة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[04 Dec 2010, 01:52 م]ـ
أخ أبا علي
كلامك هذا تكرره منذ سنين
كفى إعجازاً لـ (حم) وأخواتها، أن كل من يحاول تفسيرها على غير حقيقتها الحرفية يجلب على نفسه ضحك العالمين في كل القرون!!
(سنريهم آياتنا في الآفاق)
هل (حم) من الآفاق؟؟؟
وهل تعتقد أن الآفاق لم ينظر إليها أحد من الخلق إلا في هذا القرن؟؟؟