تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأخذته العزة لا بالحق ولا بالعدل ولا بالخير ولكن {بالإثم} فاستعز بالإجرام والذنب والخطيئة، ورفع رأسه في وجه الحق الذي يذكر به، وأمام الله بلا حياء منه؛ وهو الذي كان يشهد الله على ما في قلبه; ويتظاهر بالخير والبر والإخلاص والتجرد والاستحياء! إنها لمسة تكمل ملامح الصورة، وتزيد في قسماتها وتمييزها بذاتها. . وتدع هذا النموذج حياً يتحرك. تقول في غير تردد: هذا هو. هذا هو الذي عناه القرآن! وأنت تراه أمامك ماثلا في الأرض الآن وفي كل آن! وفي مواجهة هذا الاعتزاز بالإثم؛ واللدد في الخصومة؛ والقسوة في الفساد؛ والفجور في الإفساد، في مواجهة هذا كله يجبهه السياق باللطمة اللائقة بهذه الجبلة النكدة: {فحسبه جهنم ولبئس المهاد} حسبه ففيها الكفاية جهنم التي وقودها الناس والحجارة. جهنم التي يكبكب فيها الغاوون وجنود إبليس أجمعون. جهنم الحطمة التي تطلع على الأفئدة، جهنم التي لا تبقي ولا تذر، جهنم التي تكاد تميز من الغيظ! حسبه جهنم {ولبئس المهاد} ويا للسخرية القاصمة في ذكر {المهاد} هنا ويا لبؤس من كان مهاده جهنم بعد الاعتزاز والنفخة والكبرياء.

نظرات في قوله تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ:

قوله تعالى: [وَإِذَا تَوَلَّى] قد قال العلماء فيه أن التولي يحتمل أحد أمرين: إما أن يكون معناه الانصراف والذهاب بعد أن خدع الناس بحلو القول وأقسم الأيمان المغلظة الكاذبة وجادل وناضل فيما يدعيه من حب الخير والإصلاح، وإما أن يراد به التولي بمعنى الولاية والإمرة على الناس.

وعلى الإحتمال الثاني، وهو أن يكون معنى تولى صار والياً، أن هذا الذي اجتذب ثقة الناس بالأماني البراقة، والأقوال الخادعة والأيمان الكاذبة واللسن في الجدل اذا تحققت بغيته، ونال طلبته، وصار والياً على الناس، لا يسعى لنفعهم، ولا يقيم الحق بينهم، بل يسعى لإشباع رغباته، ويحكم الناس لنفسه لا لهم، والفاصل بين الحكم العادل والحكم الظالم، أن الحاكم العادل يعتقد أنه تولى أمر الناس لتكون ثمرة الحكم للناس، وأما الحاكم الظالم فهو الذي يحكم الناس لتكون الثمرة له ومن معه، وأمثلة ذلك في التاريخ كثيرة لا يحصيها العد.

وهنا نختار أن يكون معنى التولى هو صيرورته والياً، لأنه ذلك هو الذي يتفق مع الآية الآتية، وهي قوله تعالى: [وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ]. هذه حال الطغاة يرتكبون ما يرتكبون، وينزلون بالناس ما ينزلون، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وقد زين لهم سوء عملهم فرأه حسناً، وإذا كانت النوازل تنزل بالضعفاء لم يلتفتوا إليها لعماية الطغيان وفساد البصر والمدارك، فإذا تقدم أحد الناس مرشداً واعظاً نهروه، و ربما امتدت إليه أيديهم بالأذى، وأخذتهم العزة، أي: الاستعلاء الجاهلي وحماقة الكبرياء، ودفعتهم الجرائم الى إثم آخر فوق إثم الطغيان، وفوق ما ارتكبوا من آثام، وما أنزلوا بالضعفاء من الآم [9] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn9).

نظرة في قوله تعالى: [وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ] لماذا حدد سبحانه وتعالى هلاك الحرث والنسل اذا تولى ولاة السوء زمام أمور الناس؟ في عصرنا الحاضر ولاة السوء يستخدمون الأسلحة المتطورة لفرض طغيانهم وغطرستهم الشريرة على الناس، وهذه الأسلحة لها أثارها على هلاك الحرث والنسل كما بينها علماء مختصون في هذا العصر.

أثر استخدام الأسلحة الكيمياوية على الحرث والنسل: التلوث بالاسلحة الكيمائية: وتعتبر الاسلحة الكيمائية أحد أنواع أسلحة التدمير الشامل وهدفها الانسان والحيوان والنبات كما تعتبر البيئة أحد أهدافها وهذه الأسلحة الكيميائية تسبب التلوث للهواء والماء والتراب والنبات لتنقل عن طريقها الى الانسان ومن انواع تلك الاسلحة الكيميائية غازات الاعصاب أو عوامل الأعصاب كالزارين والغازات الكاوية الخردل الحارق وغازات الدم والـ ( VX) مثل حمض الهيدروسينيك والغازات الخانقة كالفوسجين والغازات المقيئة مثل الادمست والمسيلة للدموع مثل الكلوراسيتوفيتون وغاز الهلوسة مثل ( LSD) وهي غازات قاتلة او مزعجة وتشكل القدرة وتستمر في البيئة لمدة زمنية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير