(والشاء وألوانها , وأعجبها السود وألبانها , والشاة السوداء , واللبن الأبيض , إنّه لعجب محض , وقد حرم المَذق فما لكم لا تمجعون ... ) المذق: مزج اللبن بالماء والمجمع: اللبن يشرب بالتمر أو يعجن به قال الأستاذ محمد سعيد العريان معلقا على هذا الكلام: ( ... ولعمر الله ما ندري أكان هذا القرآن ينزل على قلب مسيلمة أو على معدته ... أو كان بين قومٍ جياع فتأثيره أن يسيل لعابهم ... !)
وكلامه هذا في غاية الحماقة والسقط يُعرب عن كذب الرجل وجهله بل وعن مكابرته للحقّ الفاضحة ... يروى عن الأحنف بن قيس أنّه دخل مع عمّه على مسيلمة الكذّاب بعد أنِ ادّعى النبوة فلمّا خرجا سأل الأحنف عمّه: كيف وجدته أو رأيته فأجابه: (ليس بمتنبئ صادق ولا بكذّاب حاذق)
قال السحباني معلقا على كلام مسيلمة ومقارنا بينه وبين كلام الله عزّوجلّ: ( ... فانظر إلى قوله سبحانه وتعالى: "الحاقّة ما الحاقّة وما أدراك ما الحاقّة ... " وقوله: "القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة .. " ثم ما أتبع قوله هذا بذكر يوم القيامة وبيان أوصافها وعظيم أهوالها بقوله: "يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش ... " فإين هو من قول القائل "الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وبيل وخرطوم طويل" فإنّ مثل هذه الفاتحة تجعل مقدمة لأمر عظيم الشأن متناه الغاية , فإذا بالمعارض يجعله مقدمة لذكر الذنب والمشفر , ويتصور أنه تحققت المعارضة ... )
ب - طلحة بن خويلد الأسدي: كان يزعم أنّ ذا النون يأتيه بالوحي فمن كلماته التي عارض بها القرآن:
(إنّ الله لا يصنع بتعفير وجوهكم , وقبح أدباركم شيئا. فاذكروا الله قياما , فإنّ الرغوة فوق الصريح) فنسخ ـ زعما ـ بكلامه هذا الركوع والسجود في الصلاة ولم يبق فيها سوى القيام
(والحمام واليمام , والصرد الصوام , ليبلغ ملكنا العراق والشام)
ت - سجاح بنت الحارث: من بني تغلب القبيلة النصرانية المعروفة ادّعت النبوة وعارضت القرآن بما زعمته يوحى به إليها , فمن نماذج ذلك:
( ... إنّه الوحي , أعدّوا الركاب , واستعدوا للنهاب , ثمّ أغيروا على الرباب , فليس دونهم حجاب ... )
وممّا قالته وهي متوجهة لقتال مسيلمة الكذاب (عليكم باليمامة , ودقوا دفيف الحمامة و فإنها غزوة صرامة , لا يلحقكم بعدها ندامة ... )
(يا أيها المؤمنون المتقون , لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشا قوم يبغون ... )
ث ـ الأسود العنسي: من أهل اليمن كان معروفا بالفصاحة والكهانة والسجع ممّا يؤثر عنه قوله:
(سبح اسم ربّك الأعلى , الذي يسر على الحبلى , فأخرج منها نسمة تسعى , من بين أضلاع وحشى , فمنهم من يموت ويدسّ في الثرى , ومنهم مي يعيش ويبقى ... )
ج - ابن المقفّع (145هـ): كان مجوسيا وأسلم أو ادّعى الإسلام كما يقول البعض قيل أنّه عارض القرآن بكتابه (الدرة اليتيمة) وهو مطبوع متداول وليس فيه شيء ينص ويدلّ على ذلك بل جلّ ما فيه حكم الفرس والهند وكثير من حكم علي رضي الله عنه مدوّنة فيه وغير منسوبة إليه ... وقيل أنه عارض القرآن وكتب فيه الشيء الكثير ولكنه مزّق ذلك كلّه لما بلغ قوله تعالى: [هود 44] وقال: هذا الكلام لا يستطيعه البشر ...
ح - ابن الراوندي: أبو الحسن أحمد بن يحيى (293هـ وقيل غير ذلك) قيل أنّه عارض القرآن بكتاب سماه (التاج) وممّا قاله المعري في انتقاد هذا الكتاب والردّ عليه قوله في رسالة الغفران: ( .. وأما تاجه فلا يصلح أن يكون فعلا ... وهل تاجه إلاّ كما قالت الكاهنة: أفٍّ وتُفّ وجوربٌ وخفّ. قيل: وما جورب وخف؟ قالت: واديان بجهنّم)
خ - المتنبي (354هـ): تنبأ وفي عمره سبعة عشر عاما ببادية السمَّاوة بين الكوفة والشام وقد تبعه قوم كُثر ثم ما لبث أن عاد إلى رشده وممّا يؤثر عنه قوله: (والنجم السيّار , والفلك الدوّار , والليل والنهار , إنّ الكافر لفي أخطار , امض على سُنّتِك , واقْفُ أثر من قبلك من المرسلين , فإنّ الله قامعٌ بك زيغ من ألحد في دينه وضلّ عن سبيله ... )
¥