ويتتبعون معنا إستقراء كل الآيات التي نقول أنها منسوخة محاولين إثبات عدم وقوع النسخ
ما رأيك؟؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[30 Nov 2004, 11:52 م]ـ
بارك الله فيكم أخي خالد والشرباتي.
بارك الله فيكم لنحرص قدر المستطاع أن لا نحيل إلى مقال بلا كاتبه،
اسأل الله أن يفقهني وإياكم في الدين ويعلمنا التأويل
ـ[أبو علي]ــــــــ[01 Dec 2004, 09:30 ص]ـ
الإسلام منهج هدى للناس كمثل المنهج الدراسي، فالمنهج الدراسي فيه قواعد للمبتدئين وقواعد للمتقدمين، فللمبتدئين تمارين تناسب مستواهم الابتدائي فإذا تقدموا في دراستهم فإن القواعد والتمارين تتغير لتناسب التطور الجديد، والمدرسة مفتوحة للتلاميذ، كل يوم ينتسب إليها تلاميذ جدد، فهل يوضع التلاميذ الجدد مع طلبة الثانوية العامة أم يوضعوا في أول ابتدائي؟
كذلك دين الإسلام الذي منهجه القرآن لكل الناس، كل حكم فيه يتلى إلى يوم القيامة إلا ويوجد من يسري عليه حكمه.
لنأخذ مثلا قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون).
هذه الآية فيها حكم للمبتدئ الجديد، مثلا:
رجل إيرلندي مدمن كحول (يجري الكحول في دمه: يرتعش جسده من الإدمان) أو مدمن مخدر الهيروين هداه الله إلى الإسلام.
هل يقال له: أجل إسلامك إلى أن تعتزل الخمر نهائيا أم يقال له آمن بالإسلام وعالج نفسك من الإدمان؟
مدمن الخمر أو السموم البيضاء لا يستطيع الإقلاع عنها دفعة واحدة وإنما يعالج بتقليل الكمية يوم عن يوم في المستشفى أو في البيت، فهذا الرجل الجديد في الإسلام شأنه شأن من نزلت فيهم هذه الآية، يأخذ بحكمها فبدلا من تعاطيه الخمر طول النهار أصبح عليه ألا يشرب إلى درجة السكر وفي غير أوقات الصلاة.
وبعد شفاءه من إدمان هذا الهباب فإنه يصبح محكوما بقوله تعالى:
إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).
هذا هو القرآن فيه أحكام تناسب المنتسب الجديد وأخرى للمتقدم.
أما النسخ النهائي الذي لن يأتي إلى يوم القيامة فهو الذي يتعلق بآيات الرسل: لن يأتي رسول آخر بمعجزة إحياء الموتى.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2004, 03:08 م]ـ
الأخ جمال حسني الشرباتي
كلامهم يحتمل أحد أمرين: إما نفي وقوع النسخ مطلقاً , أو نفي دلالة الآية على النسخ.
فإن كان الأول فأشهر من قال به من المسلمين ابو مسلم الأصفهاني فإنّه زَعَمَ أنّ النسخَ مستحيلٌ؛ وأجابَ عَمَّا ثبتَ نَسْخُهُ بأنّ هذا مِن بابِ التخصيصِ؛ وليسَ مِن بابِ النسخِ؛ وذلكَ لأنّ الأحكامَ النازلةَ ليسَ لها أَمَدٌ تنتهي إليه؛ بلْ أَمَدُهَا إلى يومِ القيامةِ؛ فإذا نُسِخت فمعناهُ أنّنا خَصَّصْنَا الزمنَ الذي بعدَ النسخِ. أيْ أخرجناهُ مِن الحُكْمِ.
1 - وهذا الخلاف كما ترى في التسمية فقط , وعلى هذا فيكونُ الخلافُ بينَ أبي مسلمٍ وعامّةِ الأمّةِ خِلافًا لَفْظِيًّا؛ لأنّهم مُتّفِقُونَ على جوازِ هذا الأمرِ؛ إلاَّ أنّه يُسمِّيهِ تَخْصِيصًا؛ وغيرهُ يُسمُّونَهُ نَسْخًا؛ والصوابُ تَسْمِيَتُهُ نَسْخًا؛ لأنّه صَرِيحُ القرآنِ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} , وهذا هو رَأْيُ الشوكانيِّ رحمه الله (1)، وعلى فَرضِ أنّ الخلافَ حقيقيٌّ فَكَلامُهُ مَرْدودٌ مِن وجوهٍ:
أ – أنّ إنكارَ وُقُوعِه مع ثبوتِ ذلكَ بالأدلّةِ المتظافرةِ مُكابرةٌ.
ب – أنّ إنكارهُ أَتَى بعد إجماعِ الأمّةِ على ثبوته واتّفاقِهم على ذلكَ؛ كما أنّ مِن أهل العلم مَن لم يعتدَّ بخلافهِ وجعلهُ شاذًّا, كما سيأتي؛، وهو رأْيُ الشوكانيّ. (2)
ومن منكري النسخ اليهود – لعنهم الله – يُنْكِرُونَ النسخَ، ويقولونَ إنّ النسخَ يستلزمُ البَدَاءَةَ على الله – أيْ أنّه بَدَا لَهُ العلمُ ثم نَسَخَ.
فيقالُ ردًّا عليهم: أنتم الآنَ كذَّبْتُم التوراةَ، قال تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ} (آل عمران: من الآية93) فلمّا نزلت التوراةُ حُرِّمَ فيها ما حُرِّمْ.
¥