أحكام (المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، والمتباعدين) فنقول: كل حرفين متجاورين لابد أن يكونا من باب (المثلين) أو من باب (المتقاربين) أو من باب (المتجانسين) أو من باب (المتباعدين)، وهذه الأربعة أنواع كل منها ثلاثة أقسام: إما أن يكون صغيراً وإما أن يكون كبيراً، وإما أن يكون مطلقاً فيكون مجموع الصور اثنا عشر صورة أي أربعة أقسام في ثلاث صور كما سنوضحها فيما يلي:
1 - أولاً المثلان:
المثلان هما حرفان اتفقا مخرجاً وصفة كالبائيين من قوله تعالى " اضرب بعصاك الحجر " ومثل " وإلى ربك فارغب بسم الله الرحمن الرحيم " وأقسامه ثلاثة: (صغير وكبير ومطلق)
أ/ فالصغير: هو أن يكون الحرف الأول ساكناً والثاني متحركاً وذلك مثل الأمثلة المتقدمة في قوله الله تعالى:"اضرب بعصاك الحجر" ومثل: "وإلى ربك فارغب بسم الله الرحمن الرحيم" وحكمه: وجوب الإدغام لجميع القراء،وذلك إن لم يكن الحرف الأول حرف مد، نحو: (قالوا وهم) أو هاء سكت نحو: (ماليه هلك) وإلا وجب الإظهار في المثال وهو: " قالوا وهم " لئلا يزول المد بالإدغام،وجاز في الثاني وهو هاء السكت إجراء للوصل مجرى الوقف، يصح أن نقول: " ماليه هلك " و يصح أن نقول: "ماليه هلك ".
ب/القسم الثاني من المثلين الكبير: وهو أن يكون الحرفان متحركين وذلك مثل الهاءين من كلمتي: " فيه هدى" والميمين من كلمتي: " الرحيم مالك "، وحكمه الإظهار لجميع القراء،عدا البصري فيجوز له الإدغام ويجوز له الإظهار.
ج/القسم الثالث من أقسام المثلين هو المطلق: وهو أن يكون الحرف الأول متحركاً والثاني ساكناً، نحو: (ننسخ، شققنا) النونان من: (ننسخ) النون الأولى متحركة والثانية ساكنة، كذلك: (شققنا) القاف الأولى متحركة والثانية ساكنة، فهو عكس الصغير، وحكمه الإظهار من غير خلاف، وقد ذكر هذا النوع تتميماً للأقسام وإن كان لا يترتب عليه فائدة.
س - هذا عن حكم المثلين فماذا عن حكم المتقاربين؟
ج - المتقارَبان أوالمتقارِبان كما يقول البعض: هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً وصفة كالذال والزاي من نحو: (وإذ زين) أو مخرجاً لا صفة كالدال والسين من نحو: " قد سمع " أو صفة لا مخرجاً كالذال والجيم من نحو:" إذ جاءوكم "، وهو ثلاثة أقسام أيضا:
أ/الأول يسمى صغيراً نحو: " قد سمع " وحكمه الإظهار إلا اللام والراء نحو:" قل ربى ", " بل ران " فإنه يجب إدغامها ولحفص في (بل ران) سكتة لطيفة من غير تنفس، والسكت يمنع الإدغام.
ب/القسم الثانى من المتقاربين كبير نحو:" عدد سنين " الدال مع السين،وحكمه الإظهار لجميع القراء إلا البصري فيجوز له فيه الإدغام.
ج/الثالث من هذا القسم المطلق كاللام والياء من نحو قوله تعالى " ليس عليك هداهم " (ليس) وحكمه الإظهار لجميع القراء.
حكم القلقلة
من أحكام التلاوة حكم القلقلة. والقلقلة في اللغة: التحرك والاضطراب، وبعضهم عرفها بأنها صوت يشبه صوت الطائر.
واصطلاحاً: صوت زائد يخرج من الشفتين يصاحب أحرفه الثلاثة وهى: الصاد والسين المهملتان والزاي المعجمة وسميت بأحرف الصغير لأنك تسمع لها صوتاً يشبه صفير الطائر،فالصاد تشبه صوت الأوز، والسين تشبه صوت الجراد، والزاي تشبه صوت النحل، وأقوى هذه الحروف الصاد لما فيها من استعلاء وإطباق، وقد جمعها بعضهم في جملة (قطب جد) أو (جد قطب) إما مبتدأ أو خبر وإما فعل وفاعل ومعنى هذا: (اجتهد عالم) أو: (عالم اجتهد)، والقلقلة كما قلنا هي في اللغة الاضطراب والتحريك واصطلاحاً: اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكناً حتى يسمع له نبرة قوية، حروفها الخمسة التي جمعت في قول بعضهم: (قطب جد) السبب في اضطرابها وفي التحريك لها شدة حروفها لما فيها من جهر وشدة، فالجهر يمنع جريان النفس والشدة تمنع جريان الصوت فاحتاجت إلى كلفة في بيانها. ومراتب القلقلة ثلاثة ,
1 - أعلاها: الطاء،
2 - وأوسطها: الجيم،
3 - وأدناها: الباقى
¥