تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(حدثنا روح، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، حدثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، إن شاء الله، ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون المياه، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم " حدثنا حسن، حدثنا شيبان، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يأجوج ومأجوج " فذكر معناه إلا أنه قال: " إذا بلغت مدتهم، وأراد الله عز وجل أن يبعثهم على الناس ").

3 - " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ "، لِلْحَاكِمِ، كِتَابُ الْفِتَنِ وَالْمَلَاحِمِ:

(حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا يحيى بن محمد الذهلي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد، قال: " يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا "، قال: " فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان، حتى إذا بلغوا مدتهم وأراد الله تعالى قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى واستثنى "، قال: " فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه ويخرجون على الناس، فيستقون المياه ويفر الناس منهم، فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وغلبنا من في السماء قوة وعلوا "، قال: " فيبعث الله عز وجل عليهم نغفا في أقفائهم "، قال: " فيهلكهم " قال: " والذي نفس محمد بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر، وتشكر شكرا، وتسكر سكرا من لحومهم " " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ").

_ فتلك الأحاديث - حسنها و صحيحها، و بمجموعها و تضافرها و تعاضدها - صريحة الدلالة على أن يأجوج و مأجوج لم يخرجوا على الناس بعد، و لن يخرجوا إلا قرب الساعة - و بعد نزول عيسى عليه السلام، و اعتصامه و المسلمين معه منهم، كما ورد بالأحاديث الأخرى الصحيحة -

و إلا فهل عادوا ثانية إلى محبسهم بعد خروجهم منه - كما زعم القائل بهذا - ليعيدوا الحفر للخروج؟!

و إن قوله عليه الصلاة و السلام: " حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس ": هو بيان لقوله تعالى: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء و كان وعد ربي حقا}. [الكهف: 98].

* * * والظاهر أن يأجوج و مأجوج محبوسون في منخفض من الأرض، واقع بين الجبلين المذكورين في الأحاديث، و أن الجبلين الشاهقين مطبقان مع السد عليهما،

و مثل هذا الإطباق هو ما قد يفسر سر استتارهم عنا، و عدم اطلاع أحد من الناس عليهم من زمن ذي القرنين إلى زمننا هذا،

و يدل على ذلك أن الرجل الذي رأى ذلك السد المضروب عليهم - سد ذي القرنين - في عهد النبي صلى الله عليه و سلم، و وصفه للنبي عليه الصلاة و السلام، فأقره على أنه هو السد المذكور في القرآن الكريم - لم ير أحدا من يأجوج و مأجوج، و لم يذكر لهم خبرا، و لم ير لهم أحد أثرا،

- و قد بوَب الإمام البخاري في " صحيحه " (بَاب قِصَّةِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى

{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}

قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَاتَّبَعَ سَبَبًا إِلَى قَوْلِهِ ائْتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}

وَاحِدُهَا زُبْرَةٌ وَهِيَ الْقِطَعُ

{حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}

يُقَالُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ الْجَبَلَيْنِ وَ

{السُّدَّيْنِ}

الْجَبَلَيْنِ

{خَرْجًا}

أَجْرًا

{قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}

أَصْبُبْ عَلَيْهِ رَصَاصًا وَيُقَالُ الْحَدِيدُ وَيُقَالُ الصُّفْرُ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ النُّحَاسُ

{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ}

يَعْلُوهُ اسْتَطَاعَ اسْتَفْعَلَ مِنْ أَطَعْتُ لَهُ فَلِذَلِكَ فُتِحَ أَسْطَاعَ يَسْطِيعُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ اسْتَطَاعَ يَسْتَطِيعُ

{وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكًّا}

أَلْزَقَهُ بِالْأَرْضِ وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ لَا سَنَامَ لَهَا وَالدَّكْدَاكُ مِنْ الْأَرْضِ مِثْلُهُ حَتَّى صَلُبَ وَتَلَبَّدَ

{وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}

{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}

قَالَ قَتَادَةُ حَدَبٌ أَكَمَةٌ

قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ السَّدَّ مِثْلَ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ. قَالَ: "رَأَيْتَهُ ").

هذا و الله تعالى أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير