تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الثانية: أن الخازن لم يكن بدعاً في ذكرها.

الثالثة: في مزايا تفسيره فيها.

الرابعة: في المآخذ.

ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[15 Feb 2005, 08:29 ص]ـ

أما عن الأولى، فنقول:

الإسرائيليات: جمع مفرده: إسرائلية وهي قصة أو حادثة تروى عن مصدر إسرائيلي والنسبة إلى بني إسرائيل والنسبة في مثل هذا تكون لعجز المركب الإضافي لا لصدره وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

وهو كمصطلح لم يتحث عنه المتقدمون وإنما تحدث عنه عدد من الباحثين المحدثين.

ولفظ الإسرائيليات وإن كان يدل بظاهره على اللون اليهودي للتفسير وما كان للثقافة اليهودية من أثر ظاهر فيه إلا أن المدققين من علماء الإسلام أطلقوه على ما هو أشمل من ذلك فهو عندهم يعم اللون اليهودي واللون النصراني وكل ما نقل عن أهل الملل والأديان الأخرى وما دسه أعداء الإسلام ممن تظاهروا بالدخول فيه على اختلاف أجناسهم وأهدافهم.

وإنما صح إطلاق لفظ الإسرائيليات على كل ذلك من باب التغليب للون اليهودي على غيره لأن غالب ما يروى من هذه الخرفات والأباطيل يرجع في أصله إلى مصدر يهودي ولأن الضرر فيه أكبر والأثر السيء منه أظهر، غير أن هذا الإطلاق فيما أرى إنما هو من حيث إدراج تلك المدخلات تحت عنوان الإسرائيليات وأما من حيث التفاصيل فإن كل جزئية تنسب إلى مصدرها فيقال: هذه مأخوذة عن مصدر نصراني وهذه من وضع الزنادقة وهكذا.

وذلك التصريح نجد في مثل قصة زينب رضي الله عنها حيث قالوا: إنها من وضع يوحنا الدمشقي في العهد الأموي.

وفي قصة الغرانيق فقد ذكر جمع من العلماء من المفسرين والمحدثين أنها من وضع الزنادقة.

ومن وقف على أساني ابن جرير في تفسيره التي يعزو إليها الذين كتبوا في الإسرائيليات استطاع أن يحدد مصادر تلك الروايات.

ومن هذا القبيل ما وضعه الكذابون دووالأهواء المختلفة والنوايا الخبيثة.

أما الثانية:

فإن الإمام الخازن رحمه الله لم يكن في إيراد الإسرائيليات في تفسيره بدعاً من المفسرين في ذلك السابقين منهم واللاحقين إذ قد سبقه إلى ذلك أئمة أخيار من أمثال: ابن جرير الطبري ت 310هـ وأبي الليث السمرقندي ت373هـ وقيل 375هـ وأبي إسحاق الثعلبي ت 427هـ وقيل 428هـ والواحدي ت468هـ وأبي محمد البغوي ت510هـ أو 516هـ وجار الله الزمخشري ت538هـ وابن عطية الأندلسي ت546هـ وأبي عبدالله القرطبي ت 671هـ بل وحتى ابن أبي حاتم الرازي ت 327هـ على قلة في ذلك وغيرهم وتبعه في ذلك كبار العلماء من أمثال: أبي عبدالرحمن السيوطي ت911هـ والخطيب الشربيني ت977هـ والسيد رشيد رضا ت 1354هـ بل وحتى ابن كثير ت774هـ وأبي السعود العمادي ت 951هـ وأبي الثناء الألوسي ت 1270هـ على قلة في ذلك وغيرهم.

وفي هذا يقول الدكتور الذهبي: لا أكون مبالغاً ولا متجاوزاً حد الصدق إن قلت: إن كتب التفسير كلها قد أنزلق مؤلفوها إلى ذكر بعض الإسرائيليات وإن كان ذلك بتفاوت قلة وكثرة وتعقيباً عليها وسكوتاً عنها.

ولا تنازع في أن الخازن قد أكثر من رواية الإسرائيليات في تفسيره كما سيأتي في النقطة الرابعة غير أننا نجده وكما سيأتي أيضاً قد رد إسرائيليات باطلة متعددة لها مساس بالعقيدة قد سكت عنها جمع من المفسرين.

وإذا لا حظنا أن الإسرائيليات متفاوتة في مدى خطورتها على عقائد المسلمين وقدسية الإسلام وأنه لا يمكن المساواة بين إسرائيليات ذكرت شرحاً لبعض المجلات أو بياناً لبعض جزئيات الحوادث والأخبار أو ما شابه ذلك مما لا تعلق له بالعقائد والأحكام وبين إسرائيلية تمس معاقد الإيمان وقد وضعت عن خبث ومكر لهدم أصول العقائد والتشريع اتضح لنا أن الإمام الخازن رحمه الله تعالى أسلم بهذا الاعتبار من بعض التفاسير التي ذكرت بعض تلك الطامات ولم تردها.

فلم يبق بعد هذا للطعن في تفسيره والتحذير منه والسكوت بل والحث على دراسة غيره من التفاسير المماثلة في هذا الباب أو التي قد تزيد عليه معنى وإن قيل: إن في تلك التفاسير من متين العلم ودقائق التفسير ما يدعو إلى الاهتمام بها ودراستها وتدريسها قلنا: وإن في تفسير الخازن من ذلك الشيء الكثير.

وأما الثالثة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير