تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[26 Apr 2005, 12:18 م]ـ

وهكذا يسلك الإمام الخازن رحمه الله تعالى هذا المنهج المنير في الدفاع عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإثبات عصمتهم بما لو تتبعناه لطال بنا الحديث ولكننا سنكتفي بالإشارة السريعة إلى بعض ذلك:

عقد فصلاً في الرد على الطاعنين في عصمة الأنبياء عند قوله تعالى:" وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم " ودحض الشبه في ذلك ثم نقل عن القاضي عياض قوله: واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه وكذا عقد فصلاً عند قوله تعالى:" ما كان النبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " وذكر في ذلك وجوهاً عدة وأجاب عنها.

وعقد فصلاً أيضاً عند قوله تعالى:" عفا الله عنك لم أذنت لهم "

وذكر كلاماً نفيساً في عصمة الأنبياء عند قوله تعالى:"فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك "

وعقد فصلاً في عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عند قوله تعالى في قصة نوح عليه السلام:" إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح "

وبين في قوله تعالى في قصة لوط عليه السلام:" هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " أنه أراد ببناته نساء قومه وأضافهن إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته وهو كالوالد لهم ثم قال: وهذا القول هو الصحيح وأشبه بالصواب إن شاء الله تعالى ثم دلل على ذلك وبين ضعف الأقوال الأخرى

ونقل الأقوال في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز وما نسب في ذلك إلى السلف من الأباطيل ثم أقبت تنزيه يوسف وبيان عصمته وأن ما جاء بخلاف ذلك هو كذب بحت ونسبته إلى الصحابة أو التابعين غير صحيحة وهو بهذا يخالف ما ذهب إليه البغوي تبعاً لشيخه الثعلبي في أن ما روي في هم يوسف عليه السلام هو مذهب السلف.

والله تعالى اعلم

له تابع إن شاء الله تعالى

ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 May 2005, 01:23 م]ـ

وقد عقد فصلاً في قصة زينب رضي الله عنها وزواج النبي صلى الله عليه وسلم منها وبين أن ما ذهب إليه بعض المفسرين من وقوع محبتها في قلبه صلى الله عليه وسلم حين رآها إقدام عظيم من قائله وقلة معرفة بحق النبي صلى الله عليه وسلم وبفضله قال: وكيف يقال رآها فأعجبته وهي بنت عمته ولم يزل يرها منذ ولدت ولا كان النساء يحتجبن منه صلى الله عليه وسلم وهوزوجها لزيد فلا يشك في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يأمر زيداً بإمساكها وهو يحب تطليقه إياها كما ذكر عن جماعة من المفسرين وهو كعادته لم يكتف برد الباطل بل يشرع بعده ببيان وجه الحق وقد فصل القول الصحيح في هذا الفصل فنقل عن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما: أن الله عز وجل أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أنها ستكون من أزواجه وأن زيداً سيطلقها فلما جاء زيد قال: إني أريد أن أطلقها قال له: أمسك عليك زوجك فعاتبه الله تعالى ثم قال: وهذا هو الأولى والأليق بحال الأنبياء وهو مطابق للتلاوة وبعد بيان وجه الدليل من ذلك قال:

فدل على أنه إنما عوتب على إخفاء ما أعلمه الله أنها ستكون زوجته وإنما أخفى ذلك استحياء أن يخبر زيداً أن التي تحتك وفي نكاحك ستكون زوجتي ثم قال الخازن رحمه الله تعالى وهذا قول حسن مرضي وكم من شيء يتحفظ منه الإنسان ويستحي من إطلاع الناس عليه وهو في نفسه مباح متسع وحلال مطلق لا مقال فيه ولا عيب عند الله وربما كان الدخول في ذلك المباح سلماً إلى حصول واجبات يعظم أثرها في الدين وهو إنما جعل الله طلاق زيد لها وتزويج النبي صلى الله عليه وسلم إياها لإزالة التبني وإبطال سنته كما قال الله تعالى: " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " وقال:" لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم ".

ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 May 2005, 01:23 م]ـ

ملاحظة:

ولكن وبعد ما تقدم نقول: إن الإمام الخازن رحمه الله تعالى لم يلتزم بمنهجه هذا في جميع تفسيره فقد كان أحياناً يذكر من القصص ما يمس جانب العقيدة ولا يتفق مع الأصول الشرعية المقررة كما يقول الدكتور الذهبي ولا يعقب عليه بما يفيد بطلانه ومثل لذلك بما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى:" وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ".

حيث قال: فقد روى عن وهب بن منبه قصة فيها نكارة ومنافاة للأصول الشرعية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير