تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واعلم أن التأويل منه ما هو واضح بين، فصرف اللفظ المتشابه عن ظاهره إلى ذلك التأويل يعادل حمل اللفظ على أحد معنييه المشهورين لأجل كثرة استعمال اللفظ في المعنى غير الظاهر منه. فهذا القسم من التأويل حقيق بألا يسمى تأويلا، وليس أحد محمليه بأقوى من الآخر إلا أن أحدهما أسبق في الوضع من الاخر، والمحملان متساويان في الاستعمال وليس سبق إطلاق اللفظ على أحد المعنيين بمقتض ترجيح ذلك المعنى، فكم من إطلاق مجازي للفظ هو أسبق إلى الإفهام من إطلاقه الحقيقي. وليس قولهم في علم الأصول بأن الحقيقة أرجح من المجاز بمقبول على عمومه.

وتسمية هذا النوع بالمتشابه ليست مرادة في الآية. وعده من المتشابه جمود.

ومن التأويل ما ظاهرُ معنى اللفظ فيه أشهر من معنى تأويله ولكن القرائن أو الأدلة أوجبت صرف اللفظ عن ظاهر معناه فهذا حقيق بأن يعد من المتشابه.

ثم إن تأويل اللفظ في مثله يتيسر بمعنى مستقيم يغلب على الظن أنه المراد إذا جرى حمل اللفظ على ما هو من مستعملاته في الكلام البليغ مثل الأيدي والأعين في قوله (بنيناها بأيد) وقوله (فإنك بأعيننا) فمن أخذوا من مثله أن لله أعينا لا يعرف كنهها، أو له يدا ليست كأيدينا، فقد زادوا في قوة الاشتباه.

ومنه ما يعبر تأويله احتمالا وتجويزا بأن يكون الصرف عن الظاهر متعينا وأما حمله على ما أولوه به فعلى وجه الاحتمال والمثال، وهذا مثل قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وقوله (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) فمثل ذلك مقطوع بوجوب تأويله ولا يدعي أحد أن ما أوله به المراد منه ولكنه وجه تابع لإمكان التأويل، وهذا النوع أشد مواقع التشابه والتأويل.

وقد استبان لك من هذه التأويلات: أن نظم الآية جاء على أبلغ ما يعبر به في مقام يسع طائفتين من علماء الإسلام في مختلف العصور.

وقوله (يقولون آمنا) حال من (الراسخون) أي يعلمون تأويله في هذه الحالة والمعنى عليه: يحتمل أن يكون المراد من القول الكناية عن الاعتقاد؛ لأن شأن المعتقد أن يقول معتقده، أي يعلمون تأويله ولا يهجس في نفوسهم شك من جهة وقوع المتشابه حتى يقولوا: لماذا لم يجيء الكلام كله واضحا، ويتطرقهم من ذلك إلى الريبة في كونه من عند الله، فلذلك يقولون (كل من عند ربنا). ويحتمل أن المراد يقولون لغيرهم: أي من لم يبلغ مرتبة الرسوخ من عامة المسلمين، الذين لا قبل لهم بإدراك تأويله، ليعلموهم الوقوف عند حدود الإيمان، وعدم التطلع إلى ما ليس بالإمكان، وهذا يقرب مما قاله أهل الأصول: إن المجتهد لا يلزمه بيان مدركه للعامي، إذا سأله عن مأخذ الحكم، إذا كان المدرك خفيا. وبهذا يحصل الجواب عن احتجاج الفخر بهذه الجملة لترجيح الوقف على اسم الجلالة.

وعلى قول المتقدمين يكون قوله (يقولون) خبرا، ومعنى قوله (آمنا به) آمنا بكونه من عند الله، وإن لم نفهم معناه.

وقوله (كل من عند ربنا) أي كل من المحكم والمتشابه. وهو على الوجهين بيان لمعنى قولهم (آمنا به) فلذلك قطعت الجملة. أي كل من المحكم والمتشابه، مُنزل من الله.

وزيدت كلمة (عند) للدلالة على أن من هنا للابتداء الحقيقي دون المجازي، أي هو منزل من وحي الله تعالى وكلامه، وليس كقوله (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك).

وجملة (وما يذكر إلا أولوا الألباب) تذييل، ليس من كلام الراسخين، مسوق مساق الثناء عليهم في اهتدائهم إلى صحيح الفهم.

والألباب: العقول، وتقدم عند قوله تعالى (واتقون يا أولي الألباب) في سورة البقرة.

اهـ.

[ line]

#2 01-05-2005, 07:03 PM

جمال حسني الشرباتي

[ line]

أبا زينب

# لأن الشيء بالشيء يذكر أحببت أن أعرض لك تفسير أحد مفسري الزيدية "الأعقم" للآية قيد البحث

قال (({ألر كتاب أحكمت آياته}

أي أحكمت بالنظم العجيب، وقيل: أحكمت عباراتها بأن حفظت، قوله تعالى: {هن أم الكتاب} أي هن أصل الكتاب بحمل المتشابهات عليها ولردها إليها {وأخر متشابهات} يعني أن بعضه يشبه بعضاً، كقوله تعالى:

{الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً}

أي يشبه بعضه بعضاً في جزالة الألفاظ وجودة المعاني لا تناقص فيه ولا فساد،))

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير