ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[16 May 2010, 05:23 م]ـ
يقول تعالى في سورة الحاقة:
[فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ {39} إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {40} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ {41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {42} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {43}]
من المشركين من يقول: إن القرآن الكريم قول شاعر ومنهم من يقول: إنه قول كاهن، فجاء قول الله تعالى ردا على كلامهم نافيا زعمهم مثبتا بواسطة القسم بما نبصر وما لا نبصر أن القرآن قول رسول كريم وهو جبريل عليه السلام، و يفسره قول الله تعالى في سورة التكوير: [إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {19} ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ {20} مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ {21}]
يقول الشوكاني في تفسيره: " {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ} هذا ردّ لكلام المشركين كأنه قال: ليس الأمر كما تقولون، ولا زائدة، والتقدير: فأقسم بما تشاهدونه وما لا تشاهدونه. قال قتادة: أقسم بالأشياء كلها ما يبصر منها وما لا يبصر، فيدخل في هذا جميع المخلوقات.) "
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 May 2010, 06:14 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الكريم حفظك الله وبارك فيك
فرق ين قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا، ومقلب القلوب. وقول: خباب: لا والله لا أكفر بمحمد.
وبين قول الله تعالى:
لا أقسم.
الفرق واضح فما جاء في الحديث النبوي ـ وهو كثير ـ قسم واضح وليس نفيا للقسم.
أما ما ورد في القرآن فهو نفي للقسم وهو واضح ولا أرى حاجة لتقدير محذوف بعد لا، ولا إلى القول إنها زائدة جاءت لغرض.
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[16 May 2010, 10:12 م]ـ
اقتباس:
الفرق واضح فما جاء في الحديث النبوي ـ وهو كثير ـ قسم واضح وليس نفيا للقسم.
أما ما ورد في القرآن فهو نفي للقسم وهو واضح ولا أرى حاجة لتقدير محذوف بعد لا، ولا إلى القول إنها زائدة جاءت لغرض.
أخي الحبيب أبو سعد الغامدي: جزاك الله كل خير وأحسن إليك وأنا سعيد بمداخلتك
في مشاركتي لم أقل بنفي القسم لكن قلت: أن هناك نفيا وإثباتا
هناك قسم يتألف من مقطعين:/ لا / أقسم. أي (لا + أقسم) وأن (لا) تأتي داخلة في صيغة القسم. وأن هذه الصيغة هي خاصة بالقرآن المكي وتركيبها الكلي يفضي إلى دلالة النفي والإثبات بحيث كل هذه الصيغ من الأقسام وردت لنفي كلام باطل وفي نفس الوقت تثبت الحقيقة القرآنية الصادقة. وكل واحدة منها قسم وليس نفيا للقسم.
وما جاء في كلام العرب وفي الأحاديث يبن كذلك أن القسم المركب من: (لا + القسم) وجدته كذلك فيه نفي وإثبات، وهو قسم وهذه أمثلة تؤكد ذلك:
قال امرؤ القيس:
لاَ وَأَبِيك ابْنَةَ الْعَامِرِيّ ... لاَ يَدَّعِى الْقَوْمُ أَنِّي أفِرّ
وقال غوثة بن سلمى:
أَلاَ نَادَتْ أُمَامَةُ بِاحْتِمالِ ... لِتَخْزُنَني فَلاَ بِكِ ما أُبَالِي
وفي الحديث:
-[كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك). فقال له عمر: فإنه الآن، والله، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الآن يا عمر).] (1)
-[لا والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني.] (2)
-[أن رجلا سرق على عهد أبي بكر رضي الله عنه مقطوعة يده ورجله فأراد أبو بكر رضي الله عنه أن يقطع رجله ويدع يده يستطيب بها ويتطهر بها وينتفع بها فقال عمر لا والذي نفسي بيده لتقطعن يده الأخرى فأمر به أبو بكر رضي الله عنه فقطعت يده] (3)
أما قول الإمام الشوكاني ب (لا الزائدة) فأحسبه يقول ذلك ليؤكد أن ليس هناك نفي للقسم ليكون التقدير: فأقسم. معنى هذا أن القسم موجود ووظيفة (لا) جاءت لنفي كلام المشركين. وأن الصيغة الإجمالية هي قسم على صورة واحدة: (لا + القسم)
هذا وأنا على استعداد للاستفادة من أي حقيقة علمية تثبت خلاف ذلك.
وفقنا الله جميعا لكل خير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
هوامش:
1 - الراوي: عبدالله بن هشام بن زهرة القرشيالمحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 6632
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
2 - الراوي:-المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: بداية السول ( http://www.dorar.net/book/13551&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 5
خلاصة حكم المحدث: حسن
3 - الراوي: نافع مولى ابن عمرالمحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: إرواء الغليل ( http://www.dorar.net/book/6092&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 8/ 91
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
¥