- " يا أيها النبي إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن "
(1) " نكحتم المؤمنات " فيه إشارة إلى أن المؤمن ينبغي أن يتخير لنطفته وأن ينكح المؤمنة الطاهرة قال تعالى " ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم "
(2) التعبير بـ ثم دون الفاء أو الواو والعطف بها (التراخي) فيه إشارة إلى أن الطلاق ينبغي أن يكون بعد تريث وتفكير طويل وضرورة ملحة وقال بعض الفقهاء إن الآية ترشد إلى أن الأصل في الطلاق الحظر
- " فما لكم عليهن من عدة " في إسناد العدة إلى الرجال إشارة إلى أنها حق للمطلق، فوجوب العدة على المرأة من أجل الحفاظ على نسب الإنسان فإن الرجل يغار على ولده ويهمه ألا يسقى زرعه بماء غيره، ولكنها على المشهور ليست حقا خالصا للعبد بل تعلق بها حق الشارع أيضا فإن منع الفساد باختلاط الأنساب من حق الشارع، والصحيح أن وجوب العدة فيها حق الله وحق العبد ولهذا قال الفقهاء العدة تجب لحكم عديدة: لمعرفة براءة الرحم، وللتعبد أو التفجع ..... فتدبره (روائع البيان)
- قال تعالى " ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير "
في الآية إشارة إلى أن الجن الذين كانوا مسخرين لسليمان عليه السلام لم يكونوا من المؤمنين وإنما كانوا من المردة الكافرين لأن سليمان لا يعذب المؤمنين ودل على هذا المعنى أيضا قوله تعالى " ما لبثوا في العذاب المهين "
لأن المؤمن لا يكون في زمان النبي في العذاب المهين 0
- من قوله تعالى " إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون "
ومن قوله تعالى " كلا إنها تذكره فمن شاء ذكره في صحف مكرمة، مرفوعة مطهرة، بأيدي سفرة، كرام بررة "
استنبط العلماء من هاتين الآيتين أن المحدث لا يمس المصحف 0
- قال تعالى في سورة فصلت " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (34) وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم (35) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (36) أمرنا الله تعالى أن نقابل العدو الإنسي بالإحسان لندفع عنا إساءته وأما شيطان الجن فإنا نستعيذ بالله منه، وهذا المقام لا نظير له القرآن الكريم إلا في سورتين هما
(1) في سورة الأعراف " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم "
(2) في سورة المؤمنين " ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون " - " وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ " (49) الزخرف قال ابن جرير: وكان علماء زمانهم هم السحرة ولم يكن السحر في زمانهم مذموما فليس هذا منهم علي سبيل الانتقاص لأن الحال حال ضرورة منهم إليه لا تناسب ذلك وإنما هو تعظيم في زعمهم 0
e][/size][/size]
ـ[سلسبيل]ــــــــ[07 Feb 2005, 10:49 م]ـ
بعد مداخلة الأخ جمال حسني شرباتي عن جواز تمني الموت في حال الفتن وجدت أنه لزاما علىّ أن أذكر ما قاله الإمام ابن كثير عند تفسير قوله تعالى " توفني مسلما وألحقني بالصالحين"
فقال رحمة الله: وأما إذا كان فتنة في الدين فيجوز سؤال الموت كما قال تعالى إخبارا عن السحرة لما أرادهم فرعون عن دينهم وتهددهم بالقتل " قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين " وقالت مريم لما جاءها المخاض " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " لما علمت من أن الناس يقذفونها بالفاحشة وفي حديث معاذ الذي رواه الإمام أحمد والترمذي في قصة المنام والدعاء الذي فيه " وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون "
وقال النبي صلي الله عليه وسلم " اثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت والموت خير للمؤمن من الفتن ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب "
فعند حلول الفتن في الدين يجوز سؤال الموت، ولهذا قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في آخر خلافته لما رأي الأمور لا تجتمع له ولا يزداد الأمر إلا شدة فقال: " اللهم خذني إليك فقد سئمتهم وسئموني "وقال البخاري رحمة الله لما وقعت له تلك الفتنة " اللهم توفني إليك وفي الحديث " إن الرجل ليمر بالقبر - أي في زمان الدجال فيقول ياليتني مكانك " لما يرى من الفتن.
¥