تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حنان]ــــــــ[11 Jun 2006, 02:16 م]ـ

أستميح القراء الكرام عذراً في نقل ما كتبته حول نسبة المخطوط لعبد القاهر الجرجاني باختصار وتصرف، لا سيما للدكتور فهد الرومي طالما رسالتي بين يديه الكريمتين:

إذ قلت: (مما لا شك فيه أن هذه القضية - نسبة كتاب لمؤلفه - من أهم القضايا التي يجب على المحقق بيانها وتحقيقها، فكيف إذا كان الأمر متعلقاً بنسبة كتاب لعبد القاهر الجرجاني وهو مَن هو مكانة وعلماً، ولا يعلم به كثير من الدراسين والباحثين.

وقلت: إن أول ذكر للتفسير كان عند حاجي خليفة في كشف الظنون، والبغدادي في هدية العارفين، إذ ذكر الأول:"درج الدرر في التفسير، مختصر للشيخ عبدالقاهر الجرجاني ظنا"، وأدرج الثاني الكتاب ضمن كتب الجرجاني ومؤلفاته. وعبارة حاجي خليفة مشكلة من ناحية قوله:"ظنا"، فكأنما يشك في هذه النسبة .... ثم أيدت كلامي هذا بما تحصل لدي من معلومات، كانت كالآتي:

أ- إن تأخر ذكر الكتاب في المصادر وعدم اشتهاره غير قادح في هذه النسبة؛ إذ إن كثيراً من مؤلفات الجرجاني لم تذكر إلا متأخراً ولم يرد لها ذكر في المصادر المتقدمة، بل إن دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة أشهر وأهم كتب الجرجاني لم يحظيا بأي ذكر في المصادر المتقدمة.

ب- يتوقع القارئ عندما يسمع بتفسير للجرجاني أن تكون نظرية النظم قد استحوذت على الحيز الأكبر منه، لكن الدارس للتفسيرلا يجد ذلك، لذا قلت:" إن اعترض معترض بأن الكتاب غير قائم على أسس نظرية النظم التي قعدها عبد القاهر، لعله ألف التفسير في بداية حياته العلمية قبل أن تستوي في ذهنه فكرة النظم وتتبلور، ثم أودعها كتابيه الدلائل والأسرار، لا سيما أنه أشار في المخطوط عند قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} سورة البقرة: ( ... وإنما وقع التحدي ها هنا بنظم عجيب بديع، تضمن معنى صحيحا غير متناقض ولا هزل).

ثم أشرت إلى بعض القضايا البلاغية الواردة في المخطوط كالحذف، والمجاز ونحوها، والتي لعلها شكلت بذوراً نشأت عنها نظرية النظم بعد ذلك.

ج- كما أنني أشرت إلى الآراء الكلامية على مذهب الأشاعرة التي ضمنها الجرجاني تفسيره عند تناوله لبعض الآيات، ومعلوم أنه متكلم أشعري.

د- واستأنست بعبارة ذكرها الادنه وي في طبقات المفسرين إذ يقول عند تعداده لمؤلفات عبدالقاهر:" وصنف التفسير".

هـ- كما أن الكتاب نسب للجرجاني في فهرس مؤسسة آل البيت 1/ 114.

و-صفحات غلاف المخطوط في نسخه الأربع التي اعتمدت عليها أشارت إلى ذلك، وإن كانت هذه الوسيلة من أضعف وسائل إثبات نسبة كتاب لمؤلفه.

ز- كما أنني درست لغة الجرجاني في مخطوطه وسائر كتبه -عدا الدلائل والأسرار-، فوجد انها جميعها موجزة العبارة، سهلة المأخذ، وهذا شأن المخطوط.

ثم قلت بعد ذلك: (من خلال هذه القرائن يبدو لي أن التفسير لعبد القاهر الجرجاني، ولعله ألفه في بداية حياته العلمية، سلك فيه طريقة مبسطة موجزة فهو مختصر كما ذكر حاجي خليفة).

ثم أشرت إلى كلام بروكلمان الذي قال: (درج الدرر وهو تفسير القرآن وينسب خطأ للشريف).وقلت: إن عبارته وإن حملت في طياتها ادعاء أحدهم نسبة المخطوط لغير عبدالقاهر، فإنها في نفس الوقت نفت ذلك وخطأته، وقد رجعت إلى مظان ترجمة الشريف فلم أعثر على ذكر لهذه النسبة له، ولم يدرج التفسير ضمن مؤلفاته).

وبناء على ما تقدم:

1 - حاولت أثناء دراستي لنسبة المخطوط - ما استطعت - أن أتعامل مع ما وقع بين يدي من حقائق ومعلومات، وسعيت إلى استنطاق النصوص المتوافرة بين يدي لشح المعلومات حول شخصية مثل عبد القاهر الجرجاني.

2 - ثم حاولت افتراض فرضيات أو تساؤلات قد تدورفي الذهن حول وجود تفسير لعبدالقاهر، من حيث لغته، نظريته في النظم ... ولم أدع أنه قائم على أساسها البتة وإنما حاولت ايجاد قاسم مشترك بين المخطوط بين جهود الجرجاني البلاغية، وأظن أنني لم اتعسف في ذلك أو أقحمه فيها اقحاما.

3 - ثم إنني أشرت في خاتمة رسالتي إلى ضرورة التحقق من هذه المسألة فقلت:" حاولت -ما أمكن- توثيق نسبة الكتاب لعبدالقاهر في حدود ما اطلعت عليه من معلومات، ومثل هذه المسألة في غاية الأهمية، تبقى مدارا للبحث ومجالا مفتوحا للتأمل حسب ما يتيسر من معلومات" .... وعليه فقد تركت الباب مشرعا لما يستجد من حقائق في هذا الجانب ولم أجزم جزما بهذه النسبة,

لذا يحق لي الآن أن أتساءل عن "قوة الدليل" الذي تحدث عنه الدكتور فهد الرومي، وعله يتكرم ويتحفني بما عنده -حفظه الله-، وانتظر ذلك أيضا من الدكتور عبد الرحمن الشهري.

ثم إن صحت هذه النسبة أو لم تصح فإنها غير قادحة في قيمة المخطوط ولا من الجهد المبذول في تحقيقه كما ذكر الدكتور الفاضل .... حنان

ـ[فهدالرومي]ــــــــ[15 Jun 2006, 10:37 ص]ـ

شكرَ الله للأستاذة الفاضلة حنان بيانها وتوضيحها، وأملي أن لا يُفهم قولي على أني أُقلل من جهدها - حاشا والله - فهو جهدٌ لا يُنكر، ويُذكرني عملُها هذا ببعض أبحاث الدكتورة هند شلبي في كتابها (القراءات بأفريقية) أو في أحد أبحاثها المخطوطة التي أهدتني إياها لا أذكر، حيث تُشبع المسألة إستدلالاً، ثم تقول بتواضعٍ، وتجردٍ علميٍ نادرٍ: إنَّ هذا لايكفي.

وإنما أردت ماذكرَته الأستاذةُ حنان في آخر كلامها حفظها الله: أنَّ الباب لايزالُ مشرعاً وأنها لاتجزمُ بالنسبة، وهذا هو عين ما أردته بقولي: إنَّ ماذكرَتْه لايكفي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير