تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقد اغتاظ فرعون واشتد كيده وقد صورت آيات سورة الشعراء سيكولوجية فرعون وحالته النفسية السيئة التي اعترته بعد نجاح موسى عليه السلام وكيف أنه قد بلغ به الغيظ مبلغه فاتخذ قراره باستفزاز ببني إسرائيل وهو سبي نسائهم وذبح أبنائهم ولهذا اتبعهم بعد أن فروا منه - خوفا ووجلا - بقرار من موسى عليه أرشده إليه الوحي: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ {52} فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ {53} إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ {54} وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ {55} وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ {56} فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {57} وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {58} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ {59} فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ {60}

وتضيف لنا آية سورة إبراهيم التي جاءت في إطار الامتنان على بني إسرائيل لتضيف بعدا جديدا لمعنى الاستفزازوهو تعذيب فرعون رجال بني إسرائيل {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيم} لاحظ أن هذا البعد قد أضافه العطف بين هذه الجمل الثلاث {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} وهو ما اقتضى المغايرة وهو ما ليس موجودا بآيتي البقرة () (49) والأعراف () (141)

وعلى هذا فلا محل للشبهة لأن محاولة فرعون ملاحقة بني إسرائيل سبيا لنسائهم وقتلا لذراريهم – وهو في نظري الاستفزاز المذكور – كان بعد قصة السحرة ونجاح موسى عليه السلام في ميدان التحدي والتباري حيث اغتاظ فرعون فعزم على الانتقام

وأما فكرة استعباد بني إسرائيل فهي الفكرة التي كانت مستقرة وقائمة قبل مجيء موسى وقبل قصة التباري حيث كان بنو إسرائيل بالفعل عبيدا لفرعون ولذلك قال له موسى عليه السلام مستفهما مستنكرا فيما نتصوره عن الدلالة الصوتية لهذه العبارة {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ {22} الشعراء

والحاصل أن قرار الاستعباد كان قبل مجيء موسى عليه السلام وإيمان السحرة وقرار الاستفزاز هو الطارئ بعد نجاح موسى عليه السلام وإيمان السحرة وخوف فرعون على زعزعة مكانته

وهو ما فهمناه بتتبع موارد القصة في القرآن الكريم، وعليه لا يكون للشبهة المذكورة موضع.

والله أعلم

أخي عبد الرحيم بارك الله فيك ووفقك في موضوعك وإني لمفتقدك منذ فترة وإني لسعيد بالاطمئنان عليك عبر الملتقى

ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[28 Mar 2005, 03:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي وحبيبي الخطيب ... أشهد الله إني أحبك في الله

كنت أظن أن الأخ الجندي يطلعك على أخباري ..

على كل حال ..

عندي فهم جديد للمقصود بالاستفزاز في الآية الكريمة أرجو التكرم ببيان صوابه أو عدمه

فالموضوع مهم جدا وقد يكون محاولة لرسم معالم وآفاق جديدة

مقدمة:

قال تعالى في سورة الإسراء: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لأظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) ".

تتحدث الآيات الكريمة عن تسع آيات (معجزات، ضربات) نزلت على فرعون وقومه ليسمحوا لبني إسرائيل بالخروج من مصر هاربين بدينهم ((ليتمكنوا)) من عبادة الله تعالى ويحقق الاستخلاف في الأرض كما أمرهم وأمر كل طائفة مؤمنة.

فقد كان بنو إسرائيل في ذلك الزمان وذاك المكان يمثلون الفئة المؤمنة.

فكان ذلك الخروج تحقيقاً لوعد الله باستخلاف الفئة المؤمنة والتمكين لها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير