تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[26 Apr 2005, 10:12 م]ـ

أخي المكرم د. هشام ...

أنا لا أتساءل كيف يخرجهم فرعون وهم خارجون أصلاً؟ بل السؤال الأصح: هل أراد أن يخرجهم؟!

لو أراد فرعون إخراجهم فما الداعي إلى الضربات التسع: الجراد والقمل والضفادع ...

بل تلك إرادة سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل أصلاً ...

حالها كحال القضية ذاتها في تفسير الاستفزاز في السورة الكريمة عينها: " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) ".

هل فعلاً ((((أحب وأراد))) كفار قريش إخراج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة؟!

ألم يجلسوا في دار الندوة ويطرحوا ذلك الاقتراح ولكنهم رفضوه كي لا يجمع حوله الأتباع بلسانه الحكيم البليغ (بحسب وجهة نظرهم)؟

ثم لماذا بعثوا خلفه من يبحث عنه وأعدوا أكبر الجوائز .. (قصة سراقة بن مالك في حادثة الهجرة).

أليست الآية الكريمة نص في أن الاستفزاز غير الإخراج؟؟؟

أم هنا ترادف؟!

ما أرت قوله سهل:

فسر السادة الأفاضل العلماء، الاستفزاز في قوله تعالى: " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) ". بالاستخفاف بحسب أصل معنى الكلمة.

ولكنهم فسروه (بلازم) الكلمة بحسب فهمهم في الموضعين التاليين ..

وهنا الإشكال فالأولى حمل اللفظ على حقيقته إلا بوجود مسوغ ...

فلماذا لم يفسروه بحسب ظاهره وانتهى الأمر ..

وخاصة أن القرآن الكريم استعمل المعنى ذاته في موضعين منفصلين يخصان النبيين الكريمين صلى الله عليهما وسلم ..

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبر عن إرادة المشركين استخفافه في آخر آية من سورة الروم " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60) ".

وفي الوقت ذاته عبر عن تلك الإرادة في سورة الإسراء: " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) ".

أما سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام فقد نجح فرعون في الاستخفاف بقومه كما بينت سورة الزخرف " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) ".

ولكنه رأى هذا الاستخفاف ناقصا لأنه لم يشمل بني إسرائيل فأراد الاستخفاف بهم كما استخف بقومه: " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) ".

ومن عجيب الأمر أن المفسرين فسروا الاستخفاف في الزخرف والروم بالاستفزاز!!!

إذا:

الاستخفاف = الاستفزاز.

والاستفزاز = الاستخفاف.

وهذا لا يعني الترادف .. بل أحدهما مقدمة للآخر ..

ومن الممكن أن يكون الاستفزاز سابق للاستخفاف (الاستخفاف مرحلة متقدمة).

باختصار: المقصود بالاستفزاز في الآيات الثلاث: المنع من التمكين في الأرض، وإخراج المسلم من العزة إلى العبودية، ومن الاستعلاء على الباطل إلى الخضوع له.

يريد أهل الباطل الاستفزاز من الأرض

ليمنعوا التمكين في الأرض

هذا ما يقتضيه سياق الآيات الثلاث وتحتمله اللغة والموافق للتفسير بالمأثور (تفسير القرآن بالقرآن) ولم يرد نص شرعي في إثبات عكسه.

والله تعالى أعلم ...

ورحم الله السادة المفسرين العلماء الذين نتشرف بمسح الغبار عن أحذيتهم ..

وأسأله جل في علاه أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته إخوانا على سرر متقابلين.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 May 2005, 04:18 م]ـ

استنباط موفق، زادك الله توفيقاً أخي عبدالرحيم، وأعانك في بحثك.

ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[21 May 2005, 02:20 م]ـ

أخي الفاضل:

بقي سؤال يحيرني

سؤال أخير:

بحسب تفسيري للاستفزاز، ما معنى حرف الجر " من "

في قوله تعالى: " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ " هل من الممكن أن تكون بمعنى الظرفية (في)

بحسب نظرية تعاور معاني حروف الجر؟

وجزاكم الله كل خير

ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[24 May 2005, 06:08 م]ـ

تعاور أو تناوب حروف الجر من المسائل الخلافية الكبرى بين النحويين البصريين والكوفيين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير