ـ[فهد الناصر]ــــــــ[14 Apr 2005, 03:19 م]ـ
شكراً لصاحب الموضوع. وقد أفاض الأستاذ محمد سليم الجندي - رحمه الله - في نفي هذه التهمة عن أبي العلاء المعري في كتابه القيم (الجامع في أخبار أبي العلاء المعري وآثاره) 2/ 779 فليراجع.
ـ[الكشاف]ــــــــ[05 Mar 2006, 08:45 م]ـ
أحسنت يا ابن الشجري، فتح الله عليك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2006, 03:49 م]ـ
أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي، المعروف بأبي العلاء المعرِّي، المولود سنة 363هـ، والمتوفى سنة 449هـ. شاعرٌ عباسي كبيرٌ، وعالمٌ لغويٌّ متبحرٌ، وقد تعرض في حياته وبعدها إلى كثير من التُّهمِ والطعون والمضايقات، ومبعث هذه التهم في الغالب ثلاثة أمور:
أولها: مسلك المعري في حياته، ونسكه، وزهده وترهبه، فقد كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره، وكان يحرم إيلام الحيوان وأكل لحمه، ولم يأكل اللحم خَمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب.
وثانيها: كتاب (الفصول والغايات) الذي أشار إليه أستاذنا ابن الشجري متعه الله بالعافية والعلم، وهو كتاب أملاه المعري بأسلوبه المنمق المعروف في تمجيد الله وحمده، فزعم خصومه أنه أراد به معارضة القرآن، وقد نشرت بعض أقسام هذا الكتاب منذ سنين فقضى نشرها على هذه المزاعم الواهية.
وثالثها وهو الأهم ديوانه المشهور (لزوم ما لا يلزم)، وما ورد فيه من أقوالٍ لا يخلو بعضها من جرأة وعنفٍ ونقدٍ قاسٍ لرجال الأديان وأصحاب المذاهب والطرق من كل ملة وطائفة، كما لا يخلو بعضها الآخر من غموض يبعث على التساؤل والاستفسار، وهذه الأقوال في كلتا الحالين في حاجة إلى توضيح يبين حقيقة المقصود منها.
وقد حاول أبو العلاء المعري راضياً حيناً، وكارهاً أحياناً أن يدفع عن نفسه هذه التهم، واضطر إلى أن يزج نفسه في مناظرات مع عدد من خصومه، ومن أشهر هذه المناظرات تلك الرسائل التي تبادلها المعري في أواخر حياته مع داعي الدعاة الفاطمي، وقد ذكر ياقوت الحموي جزء كبيراً من هذه الرسائل في معجم الأدباء (3/ 176 - 213)، ونشرها كاملة بعد ذلك محب الدين الخطيب رحمه الله في المطبعة السلفية بالقاهرة عام 1349هـ، تحت عنوان (بين أبي العلاء وداعي الدعاة الفاطمي)، وكل من قرأ هذه الرسائل المشهورة، ووازن فيها بين لهجة داعي الدعاة الفاطمي حين يهاجم بعنفٍ، ولهجة أبي العلاء المعري وهو يداري خصمه بلطفٍ، أدرك مدى شقاء المعري بهذا الجدل العقيم، وكان محور هذه الرسائل قصيدة المعري التي يذكر فيها مسلكه الانعزالي الذي ارتضاه لنفسه، ومطلعها:
غدوتَ مريضَ العَقلِ والدينِ فالقَنِي * لتسمعَ أنباءَ الأمورِ الصَّحائحِ
وفي ديوانه (لزوم ما لا يلزم) أبياتٌ أخرى في هذه القصيدة وغيرها، كانت مثار جدلٍ كثير، أتهم بسببها في عقيدته ودينه، ويبدو لي أن المعري آثر التزام الصمت تجاه من طعن عليه في هذه الأبيات، لولا أن بعض أصدقائه ومحبيه ألحوا عليه أن يدفع عن نفسه التهم. فأملى في الرد على الطاعن عليه في دينه كتاباً سَمَّاه (زَجْرُ النّابح) يرد فيه على الطاعن عليه في أبيات متفرقة من ديوانه (لزوم ما لا يلزم)، وقد وضح المعري في كتابه هذا بعبارة صريحةٍ براءته مما اتهم به في دينه ومعتقده، وأرى أن هذا الكتاب أبلغ في تبرئة المعري مما اتُّهِم به، ولا أظنُّ هذا الكتاب يخفى خبره عن الأستاذ الكريم ابن الشجري رعاه الله فلعله يبسط لنا خَبَرهُ، وقد نشرَ مقتطفات مهمةٍ منه في مجمع اللغة العربية بدمشق الدكتورُ أمجد الطرابلسي عام 1385هـ.
ـ الحواشي ــ
* انظر ما كتبه الأخ العزيز نايف الزهراني حول الموضوع أيضاً تحت عنوان تبرئة أبي العلاء من معارضة القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3434) ففيه فوائد أخرى.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 Mar 2006, 06:04 م]ـ
أفضل ما قيل في ابو العلاء ما وجدته في كتاب" بغية الطلب في تاريخ حلب ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=13&book=1635)" لكمال الدِّين بن العديم والذي ذكر فيه ""وقد أفردت كتاباً جامعاً في ذكره، وشرحت فيه أحواله وتبينت وجه الصواب في أمره، وسمته بدفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري فمن أراد معرفة حقيقة حاله فلينظر في ذلك الكتاب فإن فيه غنية في بيان أمره، وتحقيق صحة اعتقاده، وعلو قدره إن شاء الله تعالى.""
اما دفع الظلم والتحري فلم أجده.
ووضعت مرفقا لحال ابي العلاء من بغية الطلب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2006, 11:25 م]ـ
كتاب (الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري) لكمال الدين عمر بن أحمد ابن العديم المتوفى سنة 660هـ طبع، ونشر ضمن كتاب (تعريف القدماء بأبي العلاء 1/ 483 - 878) قال فيه في مقدمته وهو يذكر طعن الطاعنين على المعري وتصنيفه كتاب زجر النابح للرد عليهم:
(وقد وضع أبو العلاء كتاباً وسمه بزجر النابح، أبطل فيه طعن المزري عليه والقادح، وبين فيه عذره الصحيح، وإيمانه الصريح، ووجهَ كلامه الفصيح. ثم أتبع ذلك بكتاب وسمه بنجر الزجر، بين مواضع طعنوا بها عليه بيانَ الفجر. فلم يمنعهم زجره، ولا اتضح لهم عذره، بل تحقق عندهم كفره، وتجرأوا على ذلك وداموا، وعنفوا من انتصروا له ولاموا، وقعدوا في أمره وقاموا، فلم يرعوا له حرمة، ولا أكرموا علمه، ولا راقبوا إلا ولا ذمة، حتى حكوا كفره بالأسانيد، وشددوا في ذلك غاية التشديد، وكَفَّره من جاء بعدهم بالتقليد). [الإنصاف والتحري 485]
¥