والآية التي استدل بها العلامة الصنعاني رحمه الله تثبت ذلك وهي قول الله تعالى " قل إنما أنا بشر مثلكم " فالآية لم تقل إنما أنا مثلكم بل خصصت المثلية هنا في شيء واحد وهو البشرية فرسول الله صلى الله عليه وسلم مثلنا في البشرية لكنه ليس مثلنا في أمور كثيرة.
ومنها مثلا:أنه يوحى إليه ولسنا كذلك
ومنها أنه يُتطيب بعرقه ولسنا كذلك
ومنها أنه يرى من ورائه كما يرى من أمامه ولسنا كذلك
ومنها ومنها ومنها الكثير مما اختص به صلى الله عليه وسلم
إذن المثلية في الآية مثلية بشرية
أما تفسير الببشرية في الآية على أنها أنسى كما تنسون فليس ذلك على الإطلاق فالنسيان جزء من البشرية لكن العلامة الصنعاني رحمه الله ذهب هذا المذهب معتمدا على الحديث الذي أخرجه الترمذى والذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وفيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس العصر ركعتين فلما سلم قيل يارسول الله أحدث في الصلاة شيء؟ قال وماذاك؟ قالوا صليت كذا وكذا قال: فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم ثم أقبل على الناس بوجهه فقال إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به ولكن (إنما أنا بشر مثلكم) أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ......... إلخ سبل السلام للصنعاني 1/ 206
فالإمام الصنعاني مازاد على أن نقل نص الحديث
أما قولهم إن المثل الطلق لايتصور فهذا صحيح في رأيي لأنك لاتقول " مثله " إلا إذا لاحظت فرقا فإن تطابق الأمران فلا يقال مثله بل يقال هو هو ولذلك قالت ملكة سبأ حين سئلت أهكذا عرشك؟ قالت كأنه هو ولم تقل كأنه مثله لأنه كان عرشها بالفعل
والقرآن الكريم لو طلب منهم مثله على اعتبار المثل المطلق لكان المقصود أن يدعوا نسبة القرآن إليهم وليس المجيء بكتاب آخر
فالمثل المطلق للقرآن الكريم هو القرآن الكريم نفسه فهل يتصور أن يتحداهم القرآن بأن يأتوا بالقرآن وهو موجود؟؟؟
وعليه فالتحدي بشيء آخر غير القرآن ويكون مثل القرآن.
أما قولهم إن طلب المثل المطلق يراد منه التعجيز فنعم لأن المطلوب ليس كلاما بشريا إنما المطلوب وحي من عند الله وهم يظنون أن المطلوب كلام بليغ أو نحو ذلك
وبعد تقبل احترامي وتقديرى
سعيد جمعة
الأستاذ المساعد في جامعة الأزهر الشريف والمعار حاليا إلى المملكة العربية السعودية في كليات البنات صبيا جازان
ـ[د/ سعيد جمعة]ــــــــ[11 May 2005, 09:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأستاذ الكريم / جمال حسنى الشرباتي حفظك الله من كل سوء وبعد
فإن ملخص بحثى في كلمات قليله هو
ان القرآن الكريم تحدى الإنس والجن جميعا بأن يأتوا بمثله وجعل عجز الجميع عن المجيء بمثله دليلا على صدق الرسول وأنه نبي يوحى إليه وظل التحدي قائما طوال حياة النبي وبعد مماته إلى يوم القيامة
وهذا التحدي يثبت كل يوم صدق الرسول فيما ادعاه وهو أنه نبي يوحى إليه وأن هذا الكلام من عند الله
ولكن طرأ في العصر الحديث من خرج علينا بكلام وزعم أنه يتحدى به القرآن ليثبت من وراء ذلك بطلان الدعوى التي جاء بها محمد في أنه رسول من عند الله
وذهب العلماء قديما وحديثا في تفسير التحدي هذا في أنه يكمن في بلاغة القرآن أو في ما يحويه القرآن من لفتات علمية أو إخباره عن أمور غيبية
وهنا وقف المكذبون ليطعنوا في بلاغة القرآن ويشككوا في الحقائق العلمية التي أخبر بها
وكذلك يشككون في الغيب الذي أنبأ به
وبهذا يسقط التحدي ويبطل زعم محمد بن عبد الله في أنه رسول وأن ما جاء به وحي من الله
وهذا البحث يثبت أن التحدي ليس في كل ما سبق إنما يكمن في نقطة واحدة وهي أن يأتوا بكلام من عند الله كما جاء محمد بكلام من عند الله
ولو سألت ومن أدراني أن محمدا صادق في دعواه نقول وازنوا بين كلام البشر والقرآن الكريم ليتبين لكم الفرق
هذا مضمون البحث باختصار
والله يشرح صدري وصدرك لما يحبه ويرضاه والسلام
سعيد جمعة
الأستاذ المساعد في جامعة الأزهر الشريف في مصر فرع المنوفية
والمعار حاليا في السعودية كليات البنات جازان صبيا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 May 2005, 02:28 م]ـ
أشكر الدكتور سعيد على التوضيح
وأرجو من الأخوة أن يشاركونا النقاش فقد أغفل عن نقاط فيذكرونها
#قلت (وهذا البحث يثبت أن التحدي ليس في كل ما سبق إنما يكمن في نقطة واحدة وهي أن يأتوا بكلام من عند الله كما جاء محمد بكلام من عند الله
ولو سألت ومن أدراني أن محمدا صادق في دعواه نقول وازنوا بين كلام البشر والقرآن الكريم ليتبين لكم الفرق))
وهنا أنت تعرضت لتفي الإعجاز البلاغي---
فإذا كنا سنوازن بين كلام القرآن وكلام البشر فمن أي زاوية تكون الموازنة؟؟
أعني عندما أناقش شخصا واقول له القرآن الكريم كلام رب العالمين كيف سأثبت له ذلك؟؟ ---إذا قلت له قارن بينه وبين غيره من كلام البشر فعلى أي أساس ستتم المقارنة؟؟
هو كلام رب العالمين قطعا فما هو مميزه عن كلام البشر؟؟
هل يعني كلامك تبنيا لرأي المعتزلة بالصرفة؟
وهل يعني كلامك تراجعا عما أقر به غالبية علماء الإسلام قديما وحديثا من كون إعجازه الرئيس ينجم من كونه كلاما لا يدانيه أي كلام من حيث البلاغة والفصاحة والنظم الفريد
¥