وقف الباحث عند قول البيضاوي واحتفل به مع إن عبارة البيضاوي يجب أن يشار فيها إلى أن الكلام دعوى فرعون بأن ما جاء به موسى عليه السلام هو كذلك، لا أن الله تعالى قد قاله ابتداءا.
رابعاً: تحدث الكاتب عن أن العلماء السابقين قد حصروا الاعجاز في طائفة قليلة، وهذا فهم الكاتب، وليس هو رأي العلماء كما لا يخفى على من طالع كتبهم.
خامساً: نقل الكاتب عن من لم يذكره بأن التحدي قد انقطع بانقطاع زمن الوحي، ولا أدري من القائل؟ وما منزلة قوله؟ وهل وافقه عليه أحد؟ وهل علينا أن نحتفل بكل قولٍ كهذا القول؟
سادساً: من أين جاء الكاتب الكريم بأن السور المكية خطاب لجميع الناس والسور المدنية خطاب لمن أقر بالانبياء؟
سابعاً: إن الترتيب في آيات التحدي الذي جاء به الكاتب ليس صواباً، بل الصواب الترتيب بحسب نزول السور وهو على النحو التالي:
أولا سورة الطور، ثم هود، ثم يونس، ثم البقرة. هذا هو الترتيب الملائم لطبيعة التحدي كما فصله مولانا العلامة فضل عباس في كتابه الاعجاز الصفحة الحادية والثانية والثلاثين.
ثامناً: كيف هجم الباحث على قلوب الناس حتى خرج بأن العجز قد يصدر عمن لم يخطر بباله التحدي سواء كان جنياً أم إنسياً؟
تاسعاً: أليس في صنيع الباحث من التحكم العجيب حين رفض القول بما سمي بالاعجاز البلاغي لانه يحصر التحدي في فئة خاصة ثم أثبت ما يسمى بالاعجاز العلمي وقال: إنه يُعد النافذه لجذب عقول الاخرين. وهل الاعجاز العلمي إلا مناسباً لبعض الناس دون بعض؟ فلم رفضت تلك الخصوصية وأثبتت هذه؟
عاشراً: أن القصة الواردة عن أبي عبيدة في شأن تاليفه لكتاب المجاز غير ثابتة والذي يدل على هذا أنه لم يثبتها في أول كتابه فلو كانت هي السبب لما تورع عن ذكرها.
حادي عشر: أن الكاتب الكريم لم يفرق بين الاعجاب والاعجاز فجعلهما شيئا واحدا وهذا يحوج إلى إعادة نظر.
ثاني عشر: هل صحيح أن كتاب أبي عبيدة هو أول كتاب يتحدث عن أسلوب القران ويوازن بينه وبين كلام العرب؟ أين الدليل على مثل هذا القول؟
ثالث عشر: أثبت الكاتب أن الشك والريب ليس في القران على اطلاقه وانما في انه من عند الله. وهذا بعيدٌ عن الصواب؛ إذ الشك والريب لم يقع أصلاً، بدليل التعبير بقوله تعالى: (وان كنتم في ريب) دون أن يقول: واذا كنتم في ريب. فأين هذا من ذاك؟
رابع عشر: الكاتب الكريم يرى أن المثليه مثلية وحي وهذا يبطل الاعجاز الذاتي للقران، بمعنى أن القران معجز لأنه من عند الله لا لما حواه من المضامين والأساليب التي أعجزت العرب، وهذا القول يقترب رويداً رويداً من الصرفة إن لم يكن هو. والكاتب يرى أن هذا هو التحدي.
أوليس يصدق هذا على من قال: إن الرسول تحداهم أن يخرج منهم رسول غيره؟ فما الفرق بين هذا وذاك؟
خامس عشر: على هذا الوجه كيف يمكن ان نفهم قوله تعالى (من مثله) كيف يمكن فهم هذا التبعيض على راي الكاتب الكريم
أخيراً: إن هذا البحث فيه جهدٌ كبير، لكن صاحبه - أكرمه الله - قد تعجل نتيجته دون أن ينظرها على نارٍ هادئةٍ وفقه الله، وأوجد في المسلمين من الباحثين الجادين ما يرفع عنهم غشاوة التقليد والهدم. أسدي أصدق التحيات للباحث ولشيخه، وأرجوه أن يسألَ شيخه أن يدخل إلى هذا المنتدى حتى نتعرف إليه عن قربٍ، وأنا اليوم منشغل بقراة كتابهِ عن الصرفةِ، وأرجو أن أجد فيه بغيتي أو بعضها.والسلام عليكم أجمعين.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 May 2005, 02:24 م]ـ
قد قرا بعض الاخوة المحبين هذا الكلام الذي كتبته وقالوا ان فيه بعضا من القسوة وكان ينبغي ان لا يكون كذلك
فان كان الامر على ما قالوه والمرء لا يكاد يدري بعيوب نفسه فاني من على هذا المنبر اقدم كامل الاعتذارللدكتور سعيد واقول انني لم اقصد القسوة ولا ما يستتبعها وحسبه من محبتي انني احتفلت ببحثه ولولا اني رايت فيه فائدة وفضلا ما قراته وكتبت عنه
ورحم الله تعالى من اهدى الي عيوبي
والسلام عليكم ايها الباحثون المجدون جميعا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 May 2005, 03:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فضيلة الدكتور سعيد جمعة حفظه الله ووفّقه لكل خير ..
شكر الله لك إجاباتك الكريمة، ولكن ما زالت عندي بعض الملاحظات على كلامكم، فأرجو أن تتقبّلوها بسعة صدر ..
أولاً:
¥