و إن لم تكونوا أقدر عليه منه = فلن تعجزوا – و أنتم جميع - عما قدر عليه محمد من ذلك، وهو وحده - إن كنتم صادقين في دعواكم وزعمكم أن محمدًا افتراه واختلقه، وأنه من عند غيري)) جامع البيان 1/ 165 - 166.
2 - و في قوله تعالى ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ?
قال ابن جرير: ((يقول - تعالى ذكره - أم يقول هؤلاء المشركون افترى محمدٌ هذا القرآن من نفسه فاختلقه وافتعله، قل - يا محمد لهم -: إن كان كما تقولون: إني اختلقته و افتريته = فإنكم مثلي من العرب، و لساني وكلامي = مثل لسانكم، فجيئوا بسورة مثل هذا القرآن)) الجامع 11/ 117.
3 - و في قوله تعالى ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ?
قال ابن جرير: ((يقول - تعالى ذكره لنبيه محمد ×-: كفاك حجة على حقيقة ما أتيتهم به ودلالة على صحَّة نبوتك هذا القرآن من سائر الآيات غيره؛ إذ كانت الآيات إنما تكون لمن أعطيها دلالة على صدقه لعجز جميع الخلق عن أن يأتوا بمثلها وهذا القرآن جميع الخلق عجزة عن أن يأتوا بمثله.
فإن هم قالوا: افتريته أي: اختلقته وتكذبته – و دل على أن معنى الكلام ما ذكرنا قوله ?أم يقولون افتراه? إلى آخر الآية، و يعني تعالى ذكره بقوله ?أم يقولون افتراه ? أي: أيقولون افتراه، و قد دللنا على سبب إدخال العرب " أم " في مثل هذا الموضع - = فقل لهم: يأتوا بعشر سور مثل هذا القرآن مفترياتٍ - يعني: مفتعلات مختلفات - إن كان ما أتيتكم به من هذا القرآن مفترى، و ليس بآية معجزة كسائر ما سئلته من الآيات؛كالكنز الذي قلتم: هلا أنزل عليه، أو الملك الذي قلتم: هلا جاء معه نذيرا له مصدقا؛ فإنكم قومي وأنتم من أهل لساني، وأنا رجل منكم، ومحال أن أقدر أخلق وحدي مئة سورة وأربع عشرة سورة ولا تقدروا بأجمعكم أن تفتروا و تختلقوا عشر سور مثلها ولا سيما إذا استعنتم في ذلك بمن شئتم من الخلق.
يقول - جل ثناؤه -: قل لهم ? وادعوا من استطعتم? أن تدعوهم من دون الله: - يعني: سوى الله، لافتراء ذلك واختلاقه -: من الآلهة؛ فإن أنتم لم تقدروا على أن تفتروا عشر سور مثله = فقد تبين لكم أنكم كذبة في قولكم: افتراه، وصحت عندكم حقيقة ما أتيتكم به: أنه من عند الله، ولم يكن لكم أن تتخيروا الآيات على ربكم، و قد جاءكم من الحجة على حقيقة ما تكذبون به أنه من عند الله = مثل الذي تسألون من الحجة و ترغبون أنكم تصدقون بمجيئها.
وقوله ? إن كنتم صادقين ? لقوله ? فأتوا بعشر سور مثله ? و إنما هو قل: فأتوا بعشر سور مثله مفتريات إن كنتم صادقين أن هذا القرآن افتراه محمد، وادعوا من استطعتم من دون الله على ذلك من الآلهة والأنداد " (الجامع 12/ 9 - 10).
4 - و في قوله تعالى: ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ?.
قال ابن جرير: " يقول - جل ثناؤه - قل يا محمد للذين قالوا لك أنا نأتي بمثل هذا القرآن لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لا يأتون أبدا بمثله ولو كان بعضهم لبعض عونا وظهرا
وذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله × بسبب قوم من اليهود جادلوه في القرآن وسألوه أن يأتيهم بآية غيره شاهدة له على نبوته لأن مثل هذا القرآن بهم قدرة على أن يأتوا به تجدونه مكتوبا عندكم ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ما جاؤوا به فقال عند ذلك وهم جميعا فنحاص وعبد الله بن صوريا وكنانة بن أبي الحقيق وأشيع وكعب بن أسد وسموءل بن زيد وجبل بن عمرو يا محمد ما يعلمك هذا إنس ولا جان فقال رسول الله × أما والله إنكم لتعلمون أنه من عند الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل فقالوا يا محمد إن الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما شاء ويقدر منه على ما أراد فأنزل علينا كتابا نقرؤه ونعرفه وإلا جئناك بمثل ما تأتي به فأنزل الله عز وجل فيهم وفيما قالوا قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " الجامع 15/ 158 - 159.
5 - و في قوله تعالى: ? أم تأمرهم أحلامهم بهذآ أم هم قوم طاغون أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ?
قال ابن جرير: ((يقول - تعالى ذكره -: أتأمر هؤلاء المشركين أحلامهم بأن يقولوا لمحمد × هو شاعر وأن ما جاء به شعر أم هم قوم طاغون يقول جل ثناؤه ما تأمرهم بذلك أحلامهم وعقولهم بل هم قوم طاغون قد طغوا على ربهم فتجاوزوا ما أذن لهم وأمرهم به من الإيمان إلى الكفر به
و قوله ?أم يقولون تقوله ? يقول تعالى ذكره: أم يقول هؤلاء المشركون تقول محمد هذا القرآن و تخلقه.
وقوله ?بل لا يؤمنون ?يقول جل ثناؤه: كذبوا فيما قالوا من ذلك؛ بل لا يؤمنون؛ فيصدقوا بالحق الذي جاءهم من عند ربهم
وقوله ? فليأتوا بحديث مثله ? يقول جل ثناؤه: فليأت قائلو ذلك له من المشركين بقرآن مثله؛ فإنهم من أهل لسان محمد صلى الله عليه وسلم ولن يتعذر عليهم أن يأتوا من ذلك بمثل الذي أتى به محمد × إن كانوا صادقين في أن محمدا × تقوله وتخلقه " (الجامع 27/ 32 - 33).
¥