فإن اعتراضاتك يا سيدي (ابن تيمية) اعتراضات وجيهة وتتطلب منى بعض التريث للإجابة عنها أو الموافقة عليه
والله يهدينا إلى سواء الصراط
ـ[د/ سعيد جمعة]ــــــــ[17 May 2005, 12:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم ابن تيمية حفظه الله وسدد خطاه وجمعنا به في مستقر رحمته
سعدت كثيرا بكلامك وحرصك على بيان وجهة نظرك التي أحترمها وأقدرها، واسمح لى ببعض النقاش والله تعالي يهدينا إلى ما يرضيه.
فبي البداية شغلتني كثيرا أيها الأخ الكريم بالنقول التى أخشى على القاريء من العزوف عن باقي الكلام بسببها مع أنك في ختام كلامك قلت كلاما جيدا لكن كثرة النقول أرهقتني أنا فما بال الأخوة الكرام الذين يتابعون هذا النقاش؟
وعلى كل حال أود أن أقول لك لم هذا الجهد في تعريف المثلية وهو أمر موجود باستفاضة في البحث؟
ولم نقلتم كلام ابن جرير في جميع الآيات وكان يكفي آية واحدة لنتبين رأيه في الأمر؟
وعلى كل حال فإنني أعيد عليك كلام شيخ المفسرين ابن جرير لأنني في الواقع ظننت أنك تستشهد به لرأيي وليس لرأيك وانظر إلى هذا يقول: (وإن كنتم في ريب أيه المشركون من العرب والكفار من أهل الكتابين مما نزلنا على عبدنا محمد من النور والبرهان وآيات الفرقان أنه من عندي وأني الذي أنزلته إليه فأتوا بحجة تدفع حجته)
هل لاحظت هذا الكلام؟؟؟؟
أعيد عليك (أنه من عندي وأني الذي أنزلته)
ومرة ثالثة: (أنه من عندي وأني الذي أنزلته)
هل هذا دليل لك أم لي؟
ياسيدي إن كل رسول يحمل معه دليلا من المرسل يشهد على أنه مبعوث من عنده.
ولو افترضنا أن ملكا من الملوك أرسل مبعوثا له إلى قوم وبعث معه بخاتمه دليلا على صدق هذا الرسول فكذبه الناس فقال هذا خاتمه معى دليل على صدقي فقالوا هذا خاتمك أنت فقال لهم إيتوا بخاتم مثله.
هل يعقل عندها ان ننسى كل شيء ونظل نتحدث عن الخاتم وجماله وبهائه وننسى أنه خاتم الملك؟ ورحم الله الصديق الذي استشهدت بكلامه حيث قال " هذا كلام لايخرج من إل يعني من رب) فما وصف الكلام ببيان ولافصاحة وإنما بنسبته إلى الرب؟
فلماذا نحور الكلام ونقرأه كما نريد وليس كما يدل؟
وحقيقة ياعزيزي نقولك الكثيرة التي أرهقتني في متابعتها لم تلبث أن ختمتها بجملة من الأسئلة كنت أود أن تكتفي بها.
وهي أسئلة وجيهة واعتراضات لها من البهاء ما يقويها ولذلك سأجيب عنها في هدوء وسأوجز حتى لايمل القارئ الكلام ولا تضيع منه الخيوط.
سؤالك الأول تقول فيه: لو قال مشرك للنبي صلي الله عليه وسلم جدلا: دعواك أن هذا الكلام من عند الله محض دعوى عارية عن البرهان فما برهانك على صحة دعواك.؟
الجواب ياسيدي موجود في القرآن فانتظام القرآن وعدم اختلافه هو الجواب واسمع إلى ربك وهو يقول (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)
ثم جواب آخر وهو أنه كلام لايشبه كلام البشر، كما قال ابن كثير – رحمه الله –
وسؤالك الثاني: لو كان مناط التحدي في المثلية هو نسبة القرآن إلى الله تعالى فلم افترق القرآن عن باقي الكتب السماوية؟
والجواب هو: ان الله تعالى أراد ذلك وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يوضح ذلك والذي فيه " وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي وأرجو أن اكون اكثرهم تابعا "
ولا يمكن لنا أن نسأل لم كانت معجزة موسى العصا وليست التوراة أو ليست الطب؟
فتلك مشيئة الله تعالى ولا تعقيب على مشيئته،يصطفي من المعجزات ماشاء، والقول بأن العرب أهل فصاحة وبلاغة يعيدنا إلى السؤال القديم وهل التحدي كان خاصا بهم؟
وسؤالك الثالث: تقول فيه إن المثلية في الكلام فكيف نجعلها للمصدر؟
وأنا أقول لك إنني متفق معك فى أن المثلية المتحدى بها في الكلام لكنني أزيد عليه هل هو أي كلام أم الكلام المنسوب لله تعالى؟
ولا أتصور عقلا فصل القرآن الكريم عن قائله سبحانه، وهل يتصور بشر أن القرآن الكريم يمكن قراءته او النظر إليه أو تدبره في معزل عن قائله سبحانه.
أما سؤالك الرابع: لو كان التحدي محصورا في دعوى النبوة وأنه كلام من عند الله تعالى لكان كافيا في إثبات عجزهم التحدي بآية واحدة.
وهذا صحيح وكذلك لو أريد إثبا ت نبوة موسى عليه السلام لكان يكفي معجزة واحدة وكل نبي يكفيه معجزة واحدة ولكن شاء الله تعالى إجراء المعجزات تترى كما تحدي بسورة وعشر والقرآن كله.
أما سؤالك الخامس والذي تقول فيه: على أي شئ بنيتم الإعجاز مادمتم لاترون التحدي في نفس الكلام؟
فكلام في مغالطة فأنا لا أنفي شيئا من إعجاز القرآن فكل مافي القرآن ياقوم معجز والتحدي في نفس الكلام لكن هذا الكلام ليس مفصولا عن قائله.
هل هذا الكلام صعب؟
لافصل ياقوم بين هاتين الكلمتين (كلام) (الله) ولا بد ان ينظر إليهما جملةً فهما كلمة واحدة.
وتقبل تحياتي وتقديري وحبي.
¥