ـ[د/ سعيد جمعة]ــــــــ[17 May 2005, 05:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الكريم أبو تيمية / أشكر لكم هدوء النبرة هنا عما ذي قبل ولا تغضب مني في خطئى في كتابة الاسم فلهذا الاسم وقع في نفوس طلبة العلم لايخفى وتشابه الكنى يعيدنا إلى الأصل ومن تشبه بقوم حشر معهم جمعنا الله جميعا تحت ظل عرشه
واعذرني ثانية لأنني لم أستطع رغم محاولاتي العديدة فتح ملف الوورد لكنه أبى على الفتح كما حاولت مرارا إرسال النسخة الموثقة من البحث لكن محاولاتي جميعا باءت بالفشل ولعل الجهاز عندي في حاجة غلى إصلاح
واسمح لي بعد ذلك بالمرور سريعا على ما تفضلتم به.
في تعريف كلمة المثل: لقد ذكرت تعريفها عند أهل اللغة وعلماء التفسير والفقهاء والفروق والحديث وفي الختام اخترت أهم مايميز دلالة المثل عن غيرها والخصائص التي تميز هذا اللفظ عن الألفاظ القريبة منه ولا أظن أن في ذلك اضطرابا.
ثانيا: وبعيدا عن اختلاف وجهات النظر بيننا هل تعتقد أن للقرآن الكريم مثلا؟
فإن كانت الإجابة: نعم، فهل هم قادرون عليه أم لا؟
وإن كانت الإجابة لا فكيف يصح التحدي في أمر غير موجود؟
ثم استفسار آخر: إن كانوا قادرين عليه فما الذي منعهم؟
وإن كانوا غير قادرين فهل يدخل ذلك في باب التحدي؟
إنني ياسيدي العزيز لا أدعي أن التحدي في قول أي كلام بل كلام على هذه الشاكلة من بيا ن وبراعة وفصاحة وعلو وبهاء وانتظام وتكامل وتآلف ونغم ............ إلخ وقد تعجب حين تعرف أنني متخصص في البلاغة العربية ولي بحوث في هذا الميدان.
بل إن هناك في نفس الصفحة المنشور عليها بحث دلالة المثلية بحثا آخر لى بعنوان من أسماء الله الحسنى غافر وغفار وغفور مقاماتها ودلالاتها في القرآن الكريم.
ومازلت إلى يومنا هذا أتعلم من بلاغة القرآن على أيد مشايخ العربية الكبار من أمثال الأستاذ الدكتور محمد أبي موسى وشيخي الجليل الأستاذ الدكتور محمود توفيق حفظهما الله ومازلت أدرس كتاب العلامة عبد القاهر الجرجاي لطلابى وطالباتي وأكتب البحوث المتعلقة بالبلاغة العربية.
فأنا لست بعيدا عن عالم اابلاغة ولا أهلها بل أنا واحد منهم لكن نظرتي للتحدي تختلف عن نظرتي لمنزلة القرآن البياني وإن كنت أرى أنهما يتكاملان ولا ينفصلان.
وتعلم فضيلتكم كما يعلم الجميع أن قضية الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم لايختلف عليه مسلمان.
لكن الإشكال الذي حدث نتج من أمرين:
الأول: من خلط قضية الإعجاز بقضية التحدي.
والآخر: من اختلاف وجهات النظر في وجه التحدي وتحديد من المتحدى (بفتح الدال)
لكنني في الختام وبحق أقول لكم لقد أفدت من إجاباتكم وانتفعت كثيرا بها وجزاكم الله خيرا وما زال لكل منا رأيه والله يهدينا جميعا إلى ما يحب ويرضى.
حفظكم الله وسدد خطاكم. ....
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[17 May 2005, 07:41 م]ـ
فضيلة الأخ الأستاذ الدكتور سعيد جمعة
أعتذر لكم مما قد رأيتموه من شدة أو قسوة في الرد، و أعلمكم انه لم يكن من قصدي بالتعقيب الإساءة إليكم و لا الإنقاص من منزلتهم و فضيلتكم، فأنتم في الموضع التي تحب من قلوبنا، و حاشا لله أن نكن لإخواننا المعتنين بتدبر كتابه و فهمه غلا أو نضمر لهم شرا ..
و كل كلامي كان في مناقشة ما تضمنه بحثكم الكريم ...
كما إنني أعلم بأنكم من المتخصصين في علم البلاغة، و قد رأيت بعض جهودكم على الشبكة و منها بحث الغفار المشار إليه و هو في موقع أهل الحديث و لم يتيسر لي الاطلاع عليه بعد، و سأطلع عليه - إن شاء الله - ..
و مثلكم - نفع الله بكم - ممن يستفاد من علمه و أدبه، و أنا أحد أولئك - ولا تواضع -
و بخصوص ما سالتم عنه من إمكان المعارضة فهذا سبق التطرق إليه فيما نقلته،
فقد قال شيخ الإسلام على سبيل التنزل في كلام طويل نقلته و قد مر: ( ... و من آياتي - يتكلم على لسان الرسول -: هذا القرآن، فإنه لا يقدر أحد على أن يأتي بمثله، و أنا أخبركم أن أحدا لا يأتي بمثله.
فيقال: لا يخلو؛ إما أن يكون الناس قادرين على المعارضة أو عاجزين.
فإن كانوا قادرين ولم يعارضوه، بل صرف الله دواعي قلوبهم ومنعها أن تريد معارضته مع هذا التحدي العظيم أو سلبهم القدرة التي كانت فيهم قبل تحديه - فإن سلب القدرة المعتادة أن يقول رجل: معجزتي أنكم كلكم لا يقدر أحد منكم على الكلام ولا على الأكل والشرب فإن المنع من المعتاد كإحداث غير المعتاد - = فهذا من أبلغ الخوارق.
و إن كانوا عاجزين =ثبت أنه خارق للعادة.
فثبت كونه خارقا على تقدير النقيضين النفي والإثبات، فثبت أنه من العجائب الناقضة للعادة في نفس الأمر.
فهذا غاية التنزل؛ وإلا فالصواب المقطوع به أن الخلق كلهم عاجزون عن معارضته لا يقدرون على ذلك ولا يقدر محمد نفسه من تلقاء نفسه على أن يبدل سورة من القرآن بل يظهر الفرق بين القرآن وبين سائر كلامه لكل من له أدنى تدبر كما قد أخبر الله به في قوله ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا?.
وأيضا فالناس يجدون دواعيهم إلى المعارضة حاصلة، لكنهم يحسون من أنفسهم العجز عن المعارضة ولو كانوا قادرين لعارضوه.
وقد انتدب غير واحد لمعارضته لكن جاء بكلام فضح به نفسه وظهر به تحقيق ما أخبر به القرآن من عجز الخلق عن الإتيان بمثله ... )
و هكذا القول في جميع الآيات و البراهين التي أرسل الله بها رسله لإقامة الحجة على الكافرين و الجاحدين =فهي مما لا يقدر عليها؛ ليحصل بذلك ثبوت دعوى نبويتهم ورسالتهم، مثل عصا موسى و ناقة صالح و غيرها فهي مما لا يقدر عليه و ليس لها مثل.
و أخيرا نفع الله بكم و جزاكم عن العلم و أهله خير الجزاء، كما أسأله أن يمكنكم من تنزيل البحث المرفق.
¥