? فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ? [غافر: 13 - 12]. ?يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ? [النساء: 26].
وما يؤكد التوجه هو أن الدعاء إنابة إلى باب الرحمن، والمنيبون اختصهم الله العلي الكبير بالعبرة والذكرى.
وبعدها نطرح السؤال على القرآن الكريم: هل في القرآن إعجاز؟
هل في القرآن إعجاز؟
نجد أن الله رفع التحدي للخلق في أربعة أمور منها: الخلق وهو دخول الروح الجسد، أو الموت وهو خروجها من الجسد، ثم الأمر الذي هو تشريع الله لخلقه، وتجلى فيه التحدي إن على مستوى روحه، أو على مستوى تشريعه.
وبهذا يضحي الإعجاز متعلقا بأمرين لا ثالث لهما: الخلق والأمر. والخلق والأمر من اختصاص الله سبحانه وتعالى.
أـ الخلق
يرفع القرآن التحدي عاليا في وجه البشرية جمعاء:
?يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ? [الحج: 3]
ويستفسر في استغراب: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [لقمان: 11]. {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ، بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً} [فاطر: 40]؛ {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الأحقاف: 4].
ب- درء الموت
وإذا كان "الخلق تقديرا وإيجادا"1 بعد دخول الروح الجسد فالموت كناية عن خروج الروح من الجسد، والروح نفخة ربانية وهي من أمر الله؛ إذ فعله قول: " كن فيكون" وهي من اختصاصه سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه مشارك.
وكما تحدى الخلق بخلق ذبابة فما فوقها تحداهم أيضا بدرء الموت عن النفس:
{قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 168].
من الأمور الكلية التي جاء بها القرآن موت الإنسان، بل وكل المخلوقات، ويبقى الدوام لله: ويقرر القرآن الكريم ضمن السنن الإلهية التي نظمت مسار الكون وسريانه:
{كلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185].
ولكم يخشى الإنسان تحوله من حياة إلى موت، بل أشد الناس تمسكا بحياة على أي شاكلة هم اليهود ولو كانت حياة الذلة والصغار: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 96].
وأن الله قهر العباد بالموت، وجعلها سنة الحياة؛ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]
ومهما اعتصم المرء وفر من الموت ما نفعته حيلة، ولا دفع القضاء إلا الدعاء، فالموت قدر معلوم إلى أجل معلوم، ومن زعم غير ذلك فليدفع الموت عنه ولو كان في بروج مشيدة: {قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً} [الأحزاب: 16].
{الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 168].
¥