تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ختمت الآية الكريمة بقوله تعالى: " أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ". وهذا الختام يوحي إلينا أن الصدق هو الذي يوصل من يوصل إلى ذروة البرّ. ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام: " إن الصدق يهدي إلى البرّ، وإن البرّ يهدي إلى الجنّة ".

الفائدة الخامسة:

ذكر الله في الآية الكريمة أموراً كلها تتعلّق بالاعتقاد والعمل، ثم قال: " أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ". وهذا يفيد أن الصدق في أصله سلوك وعمل، وهو يُقاس دائماً بالسلوك والعمل، ولا يعتبر المرء صادقاً إلا إذا صدق عمله وسلوكه.

الفائدة السادسة:

ذكر الله تعالى في الآية مقوّمات البرّ وأركانه، ثم ختم الآية بقوله سبحانه: " وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "، بدلاً من أن يختمها بقوله: وأولئك هم الأبرار، كما هو المتبادر إلى الذهن بحكم السياق. وهذا يفتح علينا حقيقة مهمّة جداً مفادها أن التقوى هي روح البرّ وقوامه، وهي سنده وعماده. فكل عمل من أعمال البرّ إذا لم يكن يستند إلى التقوى فلا وزن له في ميزان البرّ ولا عبرة به عند الله تعالى.

الفائدة السابعة:

ذكر الله تعالى من ضمن أركان البرّ: " وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى ". فذكر إيتاء المال وذكر معه كون المال محبوباً إلى النفس. وهذا فيه فائدة أن أفضل الإنفاق أو أفضل الصدقة ما شقّ على النفس. ولا يبعد أن يكون الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه مستفاداً من هذا النظم، حيث قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم؟ قال: " أَنْ تصدَّقَ وأنت صحيحٌ شحيحٌ تخشى الفقرَ وتأملُ الغِنى ".

الفائدة الثامنة:

ثم ذكر الله تعالى أول مَن ذكر في هذا السياق ذوي القربى، وهذا يدلّ على أن أولى الناس ببرّ الرجل هم أقاربه. ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام: " دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدّقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك ".

الفائدة التاسعة:

ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة الإيمان ثم إيتاء المال ثم إقامة الصلاة ثم إيتاء الزكاة، ثم قال: " وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ "، فختم هذا الخصال بالإيفاء بالعهد. ثم ذكر الإيفاء بالعهد بصيغة اسم الصفة بينما ذكر البواقي بصيغة فعل الماضي.

فهذه الفوائد المندرجة في نظم وسياق هذه الآية الكريمة مع هذا التصريف الوافر، كما أنها تدلّ على أن الإيفاء بالعهد هو الأصل وهو الجامع لهذه الخصال، فكذلك تدلّ على أنه يعمّ الدين كله. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: " لا دين لمن لا عهد له ".

والله تعالى أعلم

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 01 - 2007, 12:07 م]ـ

وجدت هذا في اعراب القرآن للسيوطي

وأما قوله تعالى: ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر فمن موصولة وتمام الصلة عند قوله: وآتى الزكاة وقوله: والموفون بعهدهم رفع عطف على من آمن فلا يجوز إذاً أن يكون قوله والصابرين عطفاً على قوله ذوي القربى على تقدير: وآتى المال على حبه ذوي القربى والصابرين لأنك قد عطفت على الموصول قوله والموفون فلا يجوز أن يكون والصابرين داخلاً في الصلة ولكنك إن رفعت والموفون على المدح جاز عطف الصابرين على قوله ذوي القربى لأن الجملة تسدد الأولى وتوضحه لقوله تعالى: والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة عطف على كسبوا وقوله وجزاء سيئة بمثلها اعتراض.

وقال قوم: بل التقدير: جزاء سيئة والجملة في موضع خبر قوله: والذين كسبوا.

================

لدي سؤال

كيف يكون الصابرين معطوف على ذوي القربي والصابرين داخلة في "البر"

وليس "أتى المال على حبه" فذوي القربي هم الذين يعطى لهم المال وليس الصابرين فكيف تكون معطوفة عليها ام انني فهمت المسألة خطا

معلومة: انا ما زلت في بداية طلب النحو فعلمي فيه ضعيف، ولكن ارجو الإجابة على اشكالي وتصحيح فهمي إذا كان خاطئة.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 01 - 2007, 04:38 ص]ـ

السلام عليكم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير