تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) صدق الله العظيم.

1) السياق القرآني دل بلا أدنى شك على ان المخاطب هو نساء النبي:=، وهو ظاهر لا عِوج فيه، منذ بداية الآية 28 وحتى بداية الآية 34. وبالنسبة لآية التطهير لم تأتي كآية مستقلة مما دل على أنها حقاً جزءً من نفس الآية التي وردت في سياقها ومطلعها خطاب لنساء النبي:=: وقرن ... ، وجاءت الآية التي تليها 34 مصدرة بخطاب لنساء النبي:= واذكرن .... ،وعليه يظهر للناظر في القرآن الكريم الذي أنزل على سيدنا محمد:= المحفوظ في الصدور قبل السطور، أكرر في الصدور قبل السطور، وقد قرأه سيدنا محمد:= في آخر عام قبل وفاته:= مرتين على جبريل الأمين، مما دل وأكد وبكل جلاء للعقلاء أن القرآن هو القرآن وهو عينه الذي نزل على محمد:=، ولا ننسى للحظة أن الله حفظه بنص القرآن -المثبت في قرآننا- {{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فحفظ الله و:; allh وأعز وأدرى وأعلم بماسيؤول إليه المسلمون من خلاف ومن لأواء، أقول فحفظ الله كتابه قرآة وكتابة وترتيباً (سوره وآياته). وذلك كله من حفظه تعالى، ولو قال قائل لقد حفظ الله القران نصا لا ترتيباً، لترتب على هذا ضياع إعجاز القرآن، إذ أنه لوأبدلنا حرفا مكان حرف لضاع الإعجاز من القرآن، أو كلمة مكان كلمة، فكيف بآية مكان آية أخرى. وهذه عقيدتنا في القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بن يديه ولا من خلفه.

2) في تفسير الآية، وأول المفسرين في اعتقادنا هو من دعا له رسول الله:=:اللهم علمه التأويل. وهو ابن عباس رضي الله عنهما، وهما من آل البيت عليهم صلوات من الله وسلام. وهو حبر الأمة ونعم الترجمان للقرآن (ابن عباس) رضي الله عنهما. وقد عاصر النبي:=.

يقول ابن عباس في تفسير هذه الآية: إن أهل البيت المذكورين في الآية هُنَّ زوجات النبي:= خاصة. وقال بهذا التفسير كل من عكرمة وعطاء والكلبي ومقاتل وسعيد بن جبير

وقالوا المراد بالبيت بيت النبي:= ومساكن زوجاته لقوله تعالى {{واذكرن ما يتلى في بيوتكن}}.

أما الذين قالوا أن المقصود هم فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم صلوات من الله وسلام، فهم: أبو سعيد الخدري، ومجاهد، وقتادة. فحجتهم في ذلك أن الخطاب في الآية بما يصلح للذكور لا للإناث، وهو قوله {{عنكم وليطهركم}} ولو كان للنساء لقال: عنكن وليطهركن. والإجابة عليه: أن التذكير هنا باعتبار لفظ الأهل كما قال سبحانه {{أتعجبين من أمر الله * رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت}}. وكما يقول الرجل لصاحبه كيف أهلك؟ يريد زوجته أو زوجاته. فيقول هم بخير، ولا يقول هن بخير.

3) أما بالنسبة للأحاديث النبوية الشريفة، ففيها عدة روايا أذكر منها روايتين:

أ-- الرواية التي ذكرها الأخ جمال والتي، يقول فيها الحبيب محمد:= لأم سلمة، وأنت من أهل بيتي، وهذا الحديث ليدل دلالة قاطعة على أن نساء النبي:= من أهل بيته الشريف المطهر. أما حديث أنت إلى خير مرتين، فلا يفهم من هذا الجواب أن النبي:= وعدم إدخاله لأمنا أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، أنها ليست من أهل البيت. لا منطوقاً ولا دلالة.

ب-- أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في (سننه) عن واثلة بن الأسقع قال: ((جاء رسول الله:= إلى فاطمة، ومعه علي، وحسن، وحسين حتى دخل، فأدنى علياً وفاطمة، واجلسهما بين يديه، واجلس حسناً وحسيناً كل واحدِ منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه، وانا مستدبرهم، ثم تلا هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}

. وقال "اللهم هؤلاء اهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قلت يا رسول الله، وأنا من اهلك؟ قال: وأنت من أهلي. ". قال واثلة: إنه لأرجا ما أرجوه.)). والحديث له طرق في مسند أحمد.

فكيف بالحبيب محمد:= يُلحق واثلة بأهل البيت، وتخرجون أيها الشيعة أم المؤمنين أم سلمة من أهل البيت؟! وكما لا ننسى ان محمد:= قد ألحق سليمان الفارسي: r بآل البيت.

من كل ما سبق يظهر الحق. ولا زيادة لمزيد، اللهم إلا إذا اتخذ من إلهه هواه، واتبع ما تتلو الشياطين، شياطين الإنس والجن.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير