تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبرزت أعمال التذويب في إيجاد الجماعات التي تدعو للأعمال التعبدية والجماعات التي تشغل الناس في فقه الجنائز وفقه الأسرة والمرأة وتحقيق كتب علماء النقل ونشر كتب الأشراط وعذاب القبر ومهاجمة كل فكر يلمس منه العناية بالدليل سواء في الأفكار والمعتقدات أو في الآراء والأحكام وفي إظهار ما يسمى بالأغاني الإسلامية والأعراس الإسلامية واللافتات الإسلامية المتعددة التي لا تقوم على أساس الأحكام الشرعية وإنما تقوم على لي عنق النصوص لتوافق السير المطلوب.

وظهرت أعمال المواجهة في تشجيع الحركات الإسلامية على القيام بأعمال مادية من ثورات واغتيالات أو أعمال تخريب وعصيان لتتمكن السلطات المحلية من مواجهة الإسلام والمسلمين بقوة الحديد والنار وإظهار الإسلام أمام الرأي العام المحلي والعالمي بأنه مجرد ظواهر متطرفة من شأنها أن تذيق الإنسانية الشقاء والدمار بدل أن يحمل الإسلام للعالم رسالة الطمأنينة والسلام وسعادة الآخرة.

وتبدو قضية رؤية الله في الآخرة كأحد الأفكار المحبطة للنهضة، ذلك أن إثبات الرؤية يعني إلغاء دور العقل في الاعتقاد، بما ينقل الإسلام من كونه عقيدة عقلية تعالج شؤون الدنيا كطريق للآخرة، إلى فصل أعمال الدنيا عن الآخرة فينتقل الإسلام إلى عقيدة روحية تعتمد المسلمات النقلية، فتحصل المفارقة التامة بين أعمال الدنيا وأعمال الآخرة، ويعتمد اتصال أعمال الدنيا مع أعمال الآخرة برباط أوهى من خيط العنكبوت هو رباط الإحسان وقواعد الأخلاق التي لا تصلح أساسا أو قاعدة للسير في طريق الرقي والنهضة.

آيات القرآن الكريم

الآيات محل التنازع في مسألة الرؤية

(1)

آيات تنفي الرؤية

((لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) (الأنعام:103)

((وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)) (الأعراف:143) ((وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)) (البقرة:55) ((يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً)) (النساء:153)

هذه هي الآيات التي يستشهد بها النافون لرؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة يأتي على رأس هؤلاء المعتزلة فالزيدية فالأباضية ثم الشيعة الإمامية.

(2)

آيات يأتي بها مثبتة الرؤية

((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ *تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ)) (القيامة:22 - 25)

((لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) (يونس:26)

((كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)) (المطففين:15)

لا بد من وقفة مع الآيات التي آتي بها مثبتة رؤية الله يوم القيامة لوضعها موضع الفهم وهي آيات ثلاثة لم تصرح أي واحدة منها بأن الله تعالى يرى يوم القيامة فلا يوجد فيها أي كلمة متعلقة بالرؤية وهذا هو البيان:

· الأولى فيها [إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ] فهل ناظرة تعني في لسان العرب رائية أن النظر لا يفيد أبدا الرؤية أبدا ألا أذا أقترن بالبصر ولذلك صحت هذه الجملة بلسان العرب: {نظرت إلى الهلال فلم أره} ولو كان نظر إلى كما يزعمون تفيد الرؤية لما صحت هذه الجملة التي حصرت بين معكوفتين معوجتين فالمسألة المطلوبة وبوضوح ممن يثبت الرؤية من هذه الآية أن يجيب إجابة واضحة ذلك أن المثبت عين المنفي وهذا يعد تناقض قي اللسان وجل ما يشاغب به مثبتة الرؤية هو أن ناظرة متعدية بإلى وها هي متعدية بإلى ولا تفيد الرؤية وفي ديون حسان ابن ثابت جاء بيت الشعر التالي:

وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن تنتظر الخلاصا

وهكذا يتهافت وصولهم للقول بالرؤية من آية [إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ] على مستوى نظر المتعدي بإلى.

· ومن عادتهم لتقديم رؤيتهم الخاطئة في هذه الآية أنهم يقولون: أسند النظر للوجوه فجاء بالكل وأراد به الجزء أي أراد العين وهذا قول متهافت تهافتا شديدا ذلك أن العرب لا تستد النظر للوجوه ابدا هذا من جهة ومن جهة أخرى على مثل هذا المنهج المعوج يمكن تصحيح هذه الجمل التالية:

1. شممتك بوجهي أو شمك وجهي.

2. ذقت الطعام بوجهي أو ذاق وجهي الطعام.

3. مصصت الشراب بوجهي.

ويمكن الإتيان بعشرات من مثل هذه الجمل المضحكة.

على أن آيات القيامة الأربعة لا تتحدث عن النظر وإنما عن قسمة الناس في المحشر إلى قسمين ـ بسبب علمهم المتقدم بأفعالهم ـ قسم يتنظر ثواب ربه، وقسم تأخذه الظنون إلى ما سيصير إليه بعد الدخول للجزاء فالوجوه هي دلالة على الذات وليس على الوجوه أصلا مثل قوله تعالى [وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ] (الرحمن:27) أليس الوجه في هذه الآية دال على الذات.

حتى لا اطيل على الأخوين جمال الشرباتي وموسى الزغاري سأعود لبقية الايات التي يستدل بها الفريقان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير