تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 ـ لا يرتاب أحدٌ أنّه كان من حول الرسول الاَكرم (صلى الله عليه واله وسلم) كُتّاب يكتبون ما يملي عليهم من لسان الوحي، وكان (صلى الله عليه واله وسلم) قد رتّبهم لذلك، روى الحاكم بسندٍ صحيح عن زيد بن ثابت، قال: «كنّا عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) نؤلّف القرآن من الرقاع» (2).

وقد نصّ المؤرخون على أسماء كُتّاب الوحي، وأنهاهم البعض إلى اثنين وأربعين رجلاً، وكان (صلى الله عليه واله وسلم) كلّما نزل شيءٌ من القرآن أمر بكتابته لساعته، روى البراء: أنّه عند نزول قوله تعالى: (لا يستوي القاعدون من


(1) الاتقان 1: 250.
(2) المستدرك 2: 611.

===============

(89)

المؤمنين (النساء4: 95) قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): «ادعُ لي زيداً، وقُل يجيء بالكتف والدواة واللّوح، ثمّ قال: اكتب (لا يستوي ... )» (1).
وكان (صلى الله عليه واله وسلم) يشرف بنفسه مباشرة على ما يُكْتَب ويراقبه ويصحّحه بمجرد نزول الوحي، روي عن زيد بن ثابت قال: «كنتُ أكتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، وكان إذا نزل عليه الوحي أخَذَتْهُ برحاء شديدة ... فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة، فأكتب وهو يُملي عليّ، فإذا فرغت قال: «اقرأه»، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثمّ أخرج إلى الناس» (2).
أمّا في مفرّقات الآيات فقد روي عن ابن عباس، قال: «إنّ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان إذا نزل عليه الشيء دعا من كان يكتب فيقول: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» (3) وذلك منتهى الدقّة والضبط والكمال.
3 ـ روي في أحاديث صحيحة «أنّ جبرئيل كان يعارض رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) القرآن في شهر رمضان، في كلِّ عامٍ مرّة، وأنّه عارضه عام وفاته مرّتين» (4) وكان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يعرض ما في صدره على مافي صدور الحفظة الذين كانوا كثرة، وكان أصحاب المصاحف منهم يعرضون القرآن

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير