تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فأما الثلاث التي وددت أني لم أفعلهن: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته، وإن أغلق على الحرب.

ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة، قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين، أبي عبيدة أو عمر، وكان أمير المؤمنين وكنت وزيراً.

ووددت أني حين وجهت خالد بن الوليد الى أهل الردة، أقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإلا كنت ردءاً ومدداً.

وأما الثلاث اللاتي وددت أني فعلتها: فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيراً ضربت عنقه، فإنه يخيل إلي أنه لا يكون شرٌّ إلا طار إليه.


(236)
ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي، لم أكن أحرقته، وقتلته سريحاً أو أطلقته نجيحاً.
ووددت أني حين وجهت خالد بن الوليد الى الشام، وجهت عمر الى العراق فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله عز وجل.
وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن:
فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازع أهله.
ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب؟
ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ، فإن في نفسي منهما حاجة. انتهى.
وغرضنا من النص بيان حالة الخليفة وأنه يقصد بقوله (وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب) أنه نادمٌ على مهاجمة البيت، حتى لو كان أهله يعدون العدة لحربه!
وخلاصة القصة: أن أبا بكر أرسل الى علي عليه السلام يطلب منه أن يبايعه، فامتنع علي عن بيعته، وأجابهم جواباً شديداً، اتهمهم فيه.
وبلغ أبا بكر أن عدداً من الأنصار والمهاجرين اجتمعوا في بيت علي الذي كان يعرف ببيت فاطمة عليهما السلام، فأشار عليه عمر بأن يهاجموا البيت ويهددوهم بإحراقه عليهم، إن لم يخرجوا ويبايعوا!
وبالفعل هاجمت مجموعة بقيادة عمر بن الخطاب بيت الزهراء عليها السلام وحاصروه وجمَّعوا الحطب على باب داره، وهددوا علياً وفاطمة عليهما السلام والذين كانوا في البيت ـ ومنهم مؤيدون لموقف علي، ومنهم جاؤوا معزين بوفاة النبي صلى الله عليه وآله ـ هددوهم بأنهم إما أن يخرجوا ويبايعوا أبا بكر، أو يحرقوا عليهم الدار بمن فيه!
وبالفعل أشعلوا الحطب في باب الدار الخارجي!!
ولم يشأ علي عليه السلام أن يخرج اليهم بذي الفقار عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وآله، حيث كان أخبره بكل ما سيحدث، وأمره فيه بأوامره .. فخرجت اليهم فاطمة الزهراء عليها السلام

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير