تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(277)

ـ وقال ابن حجر في تلخيص الحبير بهامش مجموع النووي: 7

3

وروى أبو عبيد، عن حجاج، عن ابن جريح أنه صلى الله عليه وسلم لم يبق بعد نزول قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم إلا إحدى وثمانين ليلة. ورواه الطبراني في المعجم الكبير برقم 12984، ورواه الطبري في تفسيره: 4

106 عن ابن جريح قال: حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج عن ابن جريج قال: مكث النبي صلى الله عليه وآله بعد ما نزلت هذه الآية إحدى وثمانين ليلة، قوله: اليوم أكملت لكم دينكم.

ـ وقال القرطبي في تفسيره: 20

223:

وقال ابن عمر: نزلت هذه السورة بمنى في حجة الوداع ثم نزلت: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي. فعاش بعدهما النبي صلى الله عليه وسلم ثمانين يوماً. ثم نزلت آية الكلالة فعاش بعدها خمسين يوماً، ثم نزل لقد جاءكم رسول من أنفسكم. فعاش بعدها خمسه وثلاثين يوماً. ثم نزل واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله فعاش بعدها أحداً وعشرين يوماً. وقال مقاتل سبعة أيام. وقيل غير هذا. انتهى.

ورواية ابن عمر تؤيد قول أبيه بنزول آية الكلالة بعد آية إكمال الدين، ولكنه نسي آية الربا التي قال أبوه أيضاً إنها آخر آية، ومن ناحية أخرى خالف أباه في أن آية إكمال الدين نزلت في عرفة، وقال إنها نزلت بعد سورة النصر بمنى، يعني بعد انتهاء حجة الوداع وسفر النبي صلى الله عليه وآله، واقترب من القول بنزولها في الغدير!!

ـ وقال الاَميني في الغدير: 1

230

وهو الذي يساعده الاِعتبار ويؤكده النقل الثابت في تفسير الرازي: 3

529 عن أصحاب الآثار: إنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم لم يعمر بعد نزولها إلا أحداً وثمانين يوماً، أو اثنين وثمانين، وعينه أبو السعود في تفسيره بهامش تفسير الرازي: 3

523، وذكر المؤرخون منهم أن وفاته صلى الله عليه وآله في الثاني عشر من ربيع الاَول، وكأن فيه تسامحاً بزيادة يوم واحد على الاِثنين وثمانين يوماً، بعد إخراج يومي الغدير والوفاة ..


(278)
وعلى أي فهو أقرب الى الحقيقة من كون نزولها يوم عرفة، كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما لزيادة الاَيام حينئذ. انتهى.
كما تعارض قول عمر بأن يوم عرفات كان يوم جمعة، رواياتهم التي تنص على أن الآية نزلت يوم الاِثنين .. ففي دلائل البيهقي: 7|233: عن ابن عباس قال: ولد نبيكم صلى الله عليه وآله يوم الاِثنين، ونبىَ يوم الاِثنين، وخرج من مكة يوم الاِثنين، وفتح مكة يوم الاِثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الاِثنين: اليوم أكملت لكم دينكم وتوفي يوم الاِثنين.
ـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 1|196
رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد فيه: وفتح بدراً يوم الاِثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الاِثنين: اليوم أكملت لكم دينكم، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات من أهل الصحيح. انتهى.
وللحديث طرقٌ ليس فيها ابن لهيعة .. ولكن علته الحقيقية عندهم مخالفته لما قاله الخليفة عمر، كما صرح به السيوطي وابن كثير! فقد قال ابن كثير في سيرته: 1| 198: تفرد به أحمد، ورواه عمرو بن بكير عن ابن لهيعة، وزاد: نزلت سورة المائدة يوم الاِثنين: اليوم أكملت لكم دينكم، وهكذا رواه بعضهم عن موسى بن داود به، وزاد أيضاً: وكانت وقعة بدر يوم الاِثنين. وممن قال هذا يزيد بن حبيب. وهذا منكرٌ جداً!! قال ابن عساكر: والمحفوظ أن بدراً ونزول: اليوم أكملت لكم دينكم يوم الجمعة وصدق ابن عساكر. انتهى.
وقد تقدم أن علة نكارته عند ابن كثير أنه مخالف لقول عمر، وقول معاوية! وقد كان ابن عساكر أكثر اتزاناً منه حيث لم يصف الخبر بالضعف أو النكارة، بل قال إنه مخالفٌ للمحفوظ، أي المشهور عندهم، وهو قول عمر.
وينبغي الاِلفات الى أن الاِشكال عليهم بأحاديث نزول الآية في يوم الاِثنين إنما هو إلزامٌ لهم بما التزموا به، وإلا فنحن لا نقبل أنه صلى الله عليه وآله لم يبق بعد الآية إلا ثمانين يوماً

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير