تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإذ صح أن السلف رحمهم الله مع تقدم الخواص منهم في علم البيان، والتبحر في الاحاطة بحقائق المعاني، وصدق رغبتهم في إحراز الثواب، وحاجتهم إلى أن يكون لهم لسان صدق في الآخرين ممر الاحقاب، لم يشتغلوا ببيان الاعجاز على التفصيل في كل آية منه، بل أعرضوا من ذلك بواحدة مع أنهم أشاروا إلى ذلك على سبيل الاجمال، والحال لا تخلو إما أن يقال خفي عليهم وجه الاعجاز على التفصيل على هذا الوجه، فلم يقفوا عليه ولم يهتدوا إليه أولا. فإن قيل:

خفي عليهم ولم يقفوا عليه ولم يجدوا طريقا إليه. فيقال: إذن مؤنة البحث والتنقير عنهم ساقطة، ووجوه العذر لهم في الاعراض عن ذلك ظاهرة.

ولئن لم يخف عليهم فلم لم يصرفوا معظم همهم إلى هذا الامر العظيم، والخطب الجسيم، فيصنفوا ويشرحوا كما صنفوا في فروع الاحكام من الحلال والحرام، وصنفوا في فروع الكلام، فلم يبق إلا أن يقال: أحدث في الكل منعا منعهم عن ذلك لمصلحة رآها فيه.

فهذه عدة أسئلة فليتفضل أدام الله علوه بالاجابه عنها، والله يعصمه من الخطأ والزلل، ويوفقه لاصابة القول والعمل، إنه على ما يشاء قدير. تمت.

* *


(6) مثل سائر، أول من قاله امرؤ القيس بن حجر في بيت له، وهو:
وقد طوفت في الآفاق حتى * رضيت من الغنيمة بالاياب
يضرب عند القناعة بالسلامة، «مجمع الامثال 1: 295|1560».

(218)

بسم الله الرحمن الرحيم
نمقت يد الاخ في الله الامام الصمصام زاده الله في الدين طمأنينة وثلجا (7)، وفي مواقف الجدل فوزة وفلجا (8)، صحيفة قد احتبى في تجويدها وتربع، وتبدع في إنشائها وتبرع، ولم يألها تمليحا وترشيقا، وما ادخر عنها توشيحا وتطويقا، وخرج سؤالات لوصك بها ابن الاهتم لهتمت أسنانه (9)، أو ابن المقفع (10) لقفعت بنانه، أو ابن القرية (11) لبقى خابطا في مرية (12)، وإن أفرغ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير